آخر الاخبار

أئمة مسلمون يزورون إسرائيل وسط موجة غضب واتهامات بـ”التطبيع



11:02 م


الخميس 10 يوليه 2025

القاهرة- مصراوي

أثارت زيارة وفد من الأئمة الأوروبيين إلى إسرائيل الإثنين الماضي، جدلاً واسعاً وموجة من الغضب والاستنكار داخل الأوساط الإسلامية الأوروبية والعربية.

جاء هذا الوفد، الذي ضم نحو 15 إماماً وقائداً دينياً من دول مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا وإنجلترا وإيطاليا، في زيارة رسمية إلى إسرائيل، حيث التقى الوفد بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في القدس المحتلة، في خطوة اعتبرها كثيرون خيانة للقضية الفلسطينية وتطبيعاً مع الاحتلال.

صورة 1 أئمة

الزيارة التي نظمتها شبكة القيادة الأوروبية (ELNET)، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل، جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في العنف والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما جعلها محل استنكار واسع.

وقد ظهر الوفد في مقاطع مصورة وهو يؤدي طقوساً بروتوكولية أمام الرئيس الإسرائيلي، كما أنشد أحد الأعضاء النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا”، وهو ما أثار موجة من الغضب والرفض على مواقع التواصل الاجتماعي.

صورة 2 أئمة

الإمام الفرنسي من أصل تونسي حسن شلغومي، الذي تصدر الوفد، أثار جدلاً كبيراً بمواقفه التطبيعية وعلاقاته العلنية مع جهات إسرائيلية، حيث قال خلال اللقاء مع هرتسوغ إن “الحرب التي اندلعت بعد 7 أكتوبر هي حرب بين عالمين، وأن إسرائيل تمثل عالم الإنسانية والديمقراطية”. هذه التصريحات قوبلت بردود فعل غاضبة، واعتبرها كثيرون محاولة لتلميع الاحتلال الإسرائيلي والتغاضي عن جرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين.

ردود الفعل الرسمية لم تتأخر، حيث أدان المجلس الأوروبي للأئمة الزيارة واعتبرها “زيارة أئمة مزعومين” لا تمثل موقف المسلمين في أوروبا، واصفاً إياها بأنها “مشبوهة” وتخدم أغراضاً لا علاقة لها بالمبادئ الإسلامية أو التضامن مع الشعب الفلسطيني. وأكد المجلس في بيانه أن أعضاء الوفد غير معروفين في الأوساط الإسلامية الأوروبية ولا يرتبطون بالمؤسسات الدينية الشرعية المعترف بها.

صورة 3 أئمة

كما استنكر مفتي الجمهورية في مصر الزيارة بشدة، واصفاً المشاركين بأنهم “باعوا ضمائرهم بثمن بخس”، وأنهم توشحوا برداء الدين زوراً ليقفوا أمام قادة الاحتلال في مشهد شائن يروج لسلام زائف وحوار ملطخ بدماء الأبرياء. وأكد المفتي أن هذه الزيارة تتناقض مع أبسط المبادئ الإسلامية التي تدعو إلى نصرة الحق، وأنها تأتي في وقت تستمر فيه إسرائيل في حرب إبادة جماعية على غزة.

على الصعيد الشعبي، تعرض الأئمة المشاركون لهجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمهم ناشطون ودعاة إسلاميون بأنهم لا يمثلون مسلمي أوروبا، بل يعملون على شرعنة الاحتلال تحت غطاء الدين. كما شهدت عدة مدن أوروبية مظاهرات واحتجاجات رفضاً لهذه الزيارة، مع رفع شعارات تؤكد دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع إسرائيل.

صورة 4 أئمة

أما على المستوى المؤسسي، فقد فرضت بعض المؤسسات الإسلامية الأوروبية عقوبات على بعض الأئمة المشاركين. ففي هولندا، أعلن مسجد بلال في مدينة ألكمار تعليق عمل الإمام يوسف مصبيح فور عودته من الزيارة، مؤكداً أن تصرفاته لا تمثل المسجد أو الجالية المسلمة هناك، وأنه تم فصله من منصبه بسبب مشاركته في زيارة إسرائيل وأدائه للنشيد الإسرائيلي. وأكد بيان المسجد أن لا مكان للمشاغبين أو مروجي الانقسام داخل المجتمع المسلم.

هذه العقوبات لم تقتصر على هولندا فقط، بل شهدت بلدان أخرى دعوات لعزل المشاركين ومقاطعتهم، وسط ضغوط اجتماعية وأحياناً تهديدات، خاصة من التيارات الإسلامية التي تعتبر أي تقارب مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية وتطبيعا دينيا مع الاحتلال.

صورة 5 أئمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock