إيران عبر رئيسها بزشكيان ووزير خارجيتها عراقجي يعلنان استعداد إيران لفتح صفحة جديدة مع دول الخليج والتأكيد على حسن الجوار.
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، يوم الأحد، إن بلاده مستعدة لتعاون كامل مع مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال ذلك فتح فصل جديد في العلاقات مع الجيران في منطقة الخليج، حسب وكالة مهر للأنباء.
وفي موقع آخر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: تعزيز علاقات إيران مع جيرانها في هذه المنطقة، خصوصاً مع دول مجلس التعاون الخليجي يحمل رسالة سلام وأخوة وتنمية.
والأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، التزام طهران بسياسة حسن الجوار وتعزيز العلاقات الشاملة مع جميع الجيران، ولاسيما دول الخليج.
نتمنى.. نتمنى.. نتمنى.. إنما محاذيرنا كثيرة أولها أننا لا نسمع ذلك أول مرة، بل سمعناه كثيراً من عدة حكومات إيرانية إنما لم نرَه على أرض الواقع، أي أن التصريحات الإيجابية تكررت كثيراً، ولكن العديد من الأطراف في الداخل الإيراني لا تتمنى ولا تريد وغير مستعدة ولها رأي آخر.
فدول الخليج أبدت حُسن النوايا أكثر من مرة، ومدّت اليد أكثر من مرة، ولكن لم تلقَ تجاوباً إلا تصريحات من أفراد من الحكومات السابقة -وقد يكونون صادقين- إنما أطراف أخرى في إيران تصرّ على مبدأ تصدير الثورة الإيرانية عبر مناهضة الأنظمة في دول الخليج والتحريض على الصدام الطائفي.
هذه هي المعضلة الإيرانية الأزلية التي تمنع عنه فرصة إقامة علاقة طبيعية بين العالم كله وبينهم، وبيننا كدول مجاورة بالأخص، وحلها لم ولن يكون أبداً من خارج إيران لا من دول الخليج ولا من أي أحد آخر، حلها يكون بوحدة الصوت الإيراني في الداخل حيال سياستها الخارجية بين إيران الدولة وإيران الثورة.
إيران هي التي عليها أن تحدّد مسارها بعد هذه التجربة المريرة التي مرت بها، إيران هي التي عليها أن تفتح فصلاً جديداً بالفعل، إيران الثورة عليها أن تنتهي وتترك لإيران الدولة أن تحيا.
حتى اللحظة إيران الثورة هي التي لها الكلمة الفصل، وتدعم بكل أشكال الدعم من يعمل على زعزعة الأمن في دولنا الخليجية، دعماً مادياً ومعنوياً، وتوفر له كل احتياجاته للعمل من داخل إيران وخارجها، حتى اللحظة تحرض وتشجع كل من رفع صورة الإمام الإيراني، حتى اللحظة هناك أفراد، بل مؤسسات داخل إيران، أو في لبنان أو العراق أو حتى في دول غربية مدعومون بالكامل من الحرس الثوري الإيراني، استمرار نشاط هؤلاء لا يتسق أبداً مع التصريحات الحكومية الإيرانية، فإن نجحت الحكومة الإيرانية الحالية بتوحيد السياسة الخارجية فعلاً بين الأطراف الإيرانية، فنستطيع أن نقول إننا أمام صفحة جديدة بالفعل، وحدة الصوت الإيراني مع العالم الخارجي هي الصفحة الجديدة التي نتمناها، حينها فقط سنقول أهلاً بالجارة الإيرانية صديقاً وجاراً طبيعياً نتبادل معه كل متطلبات حُسن الجوار، وربما أكثر من ذلك مما سيعود بالتأكيد بالخير على الشعب الإيراني بالدرجة الأولى.