آخر الاخبار

أمير.. الطفل الجائع الذي قتله الاحتلال وكشف موته جندي أمريكي



09:18 م


الثلاثاء 29 يوليه 2025

القاهرةمصراوي

روى الجندي الأمريكي السابق أنتوني أغيلار، في شهادة صادمة ومؤلمة، تفاصيل ما شاهده من ممارسات الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين خلال توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.

شهادة الجندي الأمريكي الضوء على مأساة إنسانية تتكرر، لكنها هذه المرة كانت الشهادة بحق طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره يُدعى أمير.

في 28 مايو، عند نقطة التوزيع الآمنة رقم 2 في غزة، اقترب طفل صغير حافي القدمين من أغيلار. كان ضعيف الجسد إلى درجة أن ملابسه كانت تتساقط عن جسده النحيل. كان الطفل يحمل كمية صغيرة من الأرز والعدس لكن لفرحته في الحصول على طعام لسد جوع أشقائه، مدّ يده وقبّل يد الجندي الأمريكي أغيلار، وابتسم وقال: “شكرًا لك“.

1

سار أمير 12 كيلومترًا ليصل إلى تلك النقطة، فقط للحصول على ما تبقى من فتات المساعدات. وبعد أن جمع ما حصل عليه، وقبل أن يعود إلى حيث جاء، بدأت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والقنابل الصوتية على المواطنين وفقا لشهادة الجندي الأمريكي.

كان أمير من بين الذين سقطوا. لم يكن مقاتلًا، لم يكن يشكل تهديدًا، فقط كان طفلًا جائعًا يسعى خلف وجبة تسد رمقه. قال أغيلار، في مقارنة مؤلمة: “لقد عاملنا المدنيين في غزة بكرامة أقل مما عاملنا به مقاتلي داعش الذين استسلموا في الباغوز بسوريا عام 2018“.

أنطوني أغيلار، جندي سابق في القوات الخاصة الأمريكية، وعامل أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وصف الوضع في غزة بأنه “مشهد ديستوبيا وما بعد الكارثة”. أغيلار حضر العمل في أربع مواقع لتوزيع المساعدات في غزة حيث شهد ممارسات وصفها بأنها جرائم حرب، منها إطلاق النار العشوائي على سكان مدنيين جائعين وغير مسلحين ينتظرون المساعدة.

وفي حديث له مع بي بي سي، قال إن مواقع التوزيع أُنشئت عمداً في مناطق قتال نشطة تخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية، وهو ما يتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني وجنيف. كما تم تحصين هذه المواقع بأسلاك شائكة خطرة تُستخدم عادة للحماية القتالية، مما يزيد من خطورتها على المدنيين، في مخالفة صريحة للبروتوكولات الإنسانية.

22

أغيلار أكد أن القوات الأمنية ومقاولي الأمن المدعومين من الولايات المتحدة وإسرائيل استخدموا قنابل صوتية وسلاح ناري تلقائي من نوعM855″ شديد الخطورة ضد المدنيين.

حسب إفادته، قُتل أكثر من ألف فلسطيني خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في هذه المواقع، وأشاد ببطلانه للعمل مع هذه المؤسسة لأسباب أخلاقية، مطالباً بتوقف تمويل مؤسسة غزة الإنسانية وعودة الأمم المتحدة لتنفيذ عمليات المساعدات بحكم كفاءتها وتأهيلها.

وأضاف أن الأعداد الكاملة للمساعدات الموزعة غير كافية، إذ لم تتجاوز توفير 14 يوم وجبات غذائية للسكان خلال 64 يوماً، مما يعد جوعاً ممنهجاً.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock