“أنا وشي باظ”.. حكاية الطفل “معاذ” تنمر عليه زميله وشوه وجهه بـ”موس” ف
02:31 م
الثلاثاء 29 يوليو 2025
كتب- صابر المحلاوي:
لم يكن الطفل “معاذ”، الطالب بالصف السادس الابتدائي بمدرسة تجريبية، يدرك أن كلمة “تخين” التي اعتاد سماعها مرارًا من أحد زملائه، ستتحول إلى مشهد دموي يترك أثرًا لا يُمحى على وجهه.
في عزبة مدكور التابعة لمحافظة الجيزة، نشأ “معاذ” في أسرة هادئة تحرص على تربية أبنائها. وبين جيرانه وزملائه في المنطقة، اعتاد الطفل التنقل واللعب، لكنه كان يواجه تنمرًا دائمًا من أحد الأطفال الذين يطلقون عليه لقب “التخين”، ما جعله يختار العزلة وتجنب ذلك الزميل. (بحسب رواية الطفل معاذ).
يوم الواقعة، خرج معاذ للعب كعادته، فظهر الطفل المتنمر في الشارع مجددًا، وبدأ بمناداته بصوت عالٍ “يا تخين”، فاختار معاذ الابتعاد عنه في صمت، لكن الابتعاد لم يُطفئ الغضب في صدر الطفل الآخر، بل أشعله.
بحث الصبي عن أي شيء يؤذي به صديقه السابق، حتى وقعت يده على شفرة “موس” كانت ملقاة أمام محل حلاقة. حاول التقرب معاذ طالبا منه مصالحته: “تعالى أصلّحك”، وما إن اقترب الضحية المطمئن حتى غدر به، وانهال عليه ضربًا بالموس في وجهه، مستغلًا قوته وصِغر سنه، وأيضًا وجود أقاربه في المكان الذين لم يتدخلوا لمنع الجريمة.
سقط معاذ وسط دمائه، وحين حاولت أسرته إنقاذه، رفضت أكثر من مستشفى استقباله لصعوبة حالته، حتى استقر به المطاف في مستشفى خاص، حيث دخل غرفة العمليات لمدة 5 ساعات متواصلة.
“أنا وشي اتقطع وجسمي كله بيوجعني، كل يوم بصحى خايف أبص في المراية.. مش عارف هعرف أعيش إزاي كده؟ ولما أكبر، هشتغل إزاي؟ الناس هتبصلي إزاي؟ أنا معملتش له حاجة، كنت دايمًا بسيبه وأبعد، بس هو صمم يأذيني”، قالها الطفل قبل أن يكمل: “أنا مش طالب غير حقي.. محدش يستاهل اللي حصلي ده، هو ضربني بالموس وأنا ساكت، مكنتش متوقع إنه هيعمل كده.. عايز حقي يرجعلي، وعايز محدش تاني يتأذى زَيّي”.
حررت الأسرة محضرًا بالواقعة، لكنهم فوجئوا بهروب الأسرة من المنطقة، بحسب والد الطفل محمد توفيق، الذي قال إن أسرة الطفل المتهم قامت على الفور بعزله عن المنزل وهربت به، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت لاحقًا من القبض عليه وإيداعه بدار رعاية.
