إدارة المشاريع بالذكاء الاصطناعي | صحيفة الوطن


الثورة التي تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تتغلغل في ممارساتنا المؤسسية بكل قطاعاتها ومستوياتها سواء في مراحل التأسيس أو مراحل النمو أو حتى مراحل الاستدامة، كما باتت هذه التقنيات تُساهم في ترقية العديد من ممارسات إدارة المشاريع النمطية، حتى غدت تلك الممارسات في تطور مستمر يوازي استمرار تطور تلك التقنيات. فالذكاء الاصطناعي لم يعُد مجرد أداة تقنية مساعدة، بل أصبح عنصراً أصيلاً يُساهم في إعادة تعريف مسؤوليات مدراء المشاريع، وأمسى يقود تحوّلاً جوهرياً في أساليب التخطيط والتخصيص الأمثل للموارد والتنفيذ والمتابعة والتحليل التنبؤي واتخاذ القرار المستند إلى البيانات الدقيقة.

Sas Business Services أصدرت تقريراً حول “مستقبل إدارة المشاريع بالذكاء الاصطناعي” بالتعاون معGlobal Project Management Forum (المنتدى العالمي لإدارة المشاريع) والذي سلّط الضوء على التحوّل العميق في إدارة المشاريع، وأبرز كيف صارت أدوات الذكاء الاصطناعي شريكاً استراتيجياً في تنفيذ المشاريع، وليس فقط في تحليل البيانات وكتابة التقارير. وقد بيّن التقرير أن 70% من المؤسسات الكبيرة بدأت دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في دورة حياة مشاريعها، كما أوضح أن أدوات مثل Copilot، وWrike ، وNotion، وHive أصبحت قادرة على إعادة جدولة المهام تلقائياً، وتحليل المخاطر، وتوليد تقارير أداء احترافية دون تدخل بشري كما أبرز مفهوم “مكتب إدارة المشاريع الذكي (IPMO)” الذي أعاد رسم العلاقة بين التخطيط والتنفيذ، وربط البيانات التشغيلية بالقرارات الاستراتيجية في الزمن الفعلي.

من أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة المشاريع:

– إعداد الخطط الزمنية تلقائياً اعتماداً على بيانات مشاريع سابقة مثل Microsoft Copilot.

– تصميم عروض تقديمية ذكية وجذابة دون تدخل يدوي مثل Gamma وBeautiful.ai.

– تحليل الأداء والتنبؤ بالمخاطر قبل حدوثها مثل Wrike Intelligence وForecast.

– إعادة جدولة المهام تلقائياً حسب الأولويات وتوزيع الجهد مثل Motion وSkedPal.

– توثيق الاجتماعات وتحديد المهام تلقائيًا مثل Tactiq.

– أتمتة المهام المتكررة والتكامل بين الأنظمة مثل Zapier وMake.

– رصد أعباء الفريق وتوزيع المهام بناءً على الأداء مثل Asana Intelligence.

– توليد وثائق وتقارير احترافية من ملاحظات بسيطة مثل Notion AI وChatGPT.

كل ما سبق ذكره يُدلّل على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لم تعُد أدوات مكمّلة إنما أدوات تنفيذية منهجية ضرورية لتأسيس ونمو مؤسسات أكثر مرونة وفعالية وكفاءة واستدامة، ولا مناص لأي مؤسسة من إدراك قوة تأثيرها في نجاح تلك المؤسسات واليقين بحتمية مواكبتها لئلاّ تتخلف عن المنافسة والبقاء في دائرتها.

Exit mobile version