القصة الكاملة لـ حريق درب “أية” في الموسكي
09:47 م
السبت 12 يوليه 2025
كتب- صابر المحلاوي:
لم يكن مساء السبت عاديًا في درب “أية” أحد الأزقة التجارية الضيقة والشهيرة وسط منطقة الموسكي العتيقة، حيث دبت حالة من الذعر بين أصحاب المحال وروّاد السوق، بعدما تصاعدت أعمدة الدخان الأسود في سماء الحي، تزامنًا مع اندلاع حريق هائل داخل أحد محال بيع الأحذية المكدسة بالبضائع القابلة للاشتعال.
النداءات تصاعدت، وأصوات الاستغاثة شقت سكون المنطقة، قبل أن تدوي صفارات سيارات الإطفاء، في محاولة لتدارك الكارثة.
عند الساعة التاسعة مساءً، تلقّت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة بلاغًا عاجلًا من أحد الأهالي، يفيد بنشوب حريق ضخم في محل أحذية بدرب أية بالموسكي، شارع مكتظ بالحركة والبضائع والمحال، ومبانٍ شاهقة في منطقة لا تعرف الهدوء.
أدرك رجال الأمن خطورة الموقف سريعًا، خاصة أن العقار الذي يحتوي على المحل يرتفع لـ6 طوابق، والمحل نفسه يعج بمواد سريعة الاشتعال أبرزها الجلود والكرتون.
في دقائق معدودة، وصلت 4 سيارات إطفاء إلى الموقع، وسط ذهول المواطنين الذين تجمعوا على بعد خطوات خلف السياج الأمني الذي فرضته قوات الشرطة لحمايتهم من أي خطر. كما هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع تحسبًا لوقوع إصابات.
رجال الحماية المدنية بدأوا في التعامل مع النيران، التي كانت تتمدد سريعًا بفعل طبيعة محتويات المحل. لكن بخبرة ميدانية، نجح رجال الإطفاء في محاصرة الحريق، ومنع تسربه إلى باقي العقار أو العقارات المجاورة، وسط ظروف صعبة ومخاوف من انهيارات أو امتدادات مفاجئة.
لم تكن الجهود رسمية فقط، فقد تعاون عدد من أصحاب المحال المجاورة بإخلاء أماكنهم وقطع التيار الكهربائي عن المحال المتاخمة، بينما تولى آخرون تحذير المارة وإبعادهم عن مكان النيران، في مشهد جمع بين الخوف والتكاتف الشعبي.
عقب السيطرة على الحريق، بدأت الأجهزة الأمنية فتح التحقيق في الواقعة، وشرع رجال المباحث في تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان، والاستماع إلى أقوال العاملين بالمحل وشهود العيان الذين أكدوا أن الحريق اندلع فجأة دون أي سابق إنذار.
كما انتقل فريق من المعمل الجنائي إلى موقع الحريق، لمعاينة بؤرة الاشتعال وتحديد أسبابه، والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.