اعرف عدوك من صديقك! | صحيفة الوطن


عبدالمنعم محمد العيد

لكي نستعد لأي طارئ في مجريات التوترات الإقليمية والحروب الدائرة يحتم علينا الأمر قبل السلاح أن نميز من هو العدو ومن هو الصديق الصدوق، خاصة بعد أن شهدت عقلية الشعوب تحولات مهمة خلال الأزمة الأخيرة، حيث زاد الوعي بالقضايا السياسية، وتغيرت الأولويات، وانعدمت تأثيرات الأقلام المأجورة، وزاد الاهتمام بالمعلومات الموثوقة من خلال التطور التقني ووسائل التواصل الاجتماعي. هذه التغيرات عكست استجابة الأفراد للأزمة وتأثيرها على طريقة تفكيرهم وسلوكهم. ومن هنا يتوجب علينا أن ندرك مكامن الخطر ومحاور التهديدات المحتملة لكي تكون جاهزيتنا عالية، ونكون على أتم الاستعداد والإلمام بجميع الجوانب والتفاصيل والعمل بحذر وبأكثر من أي وقت مضى، والتعرف على كافة الأمور المرتبطة بمجريات الأحداث، والعمل للوصول إلى غايات استراتيجية تخدم الاستقرار في السياسة العامة والاقتصاد وغيرها في ظل التطورات والتصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة مع العصف التقني والثورة المعلوماتية في الشؤون العسكرية، وهذا قد يعيدنا إلى مفهوم تحديد العدو والتهديدات، وذلك للتحضير لهما محاولين درء الأخطار عنا.

وهذا الاحتمال لا بد من أن يكون مبنياً على تصور ما. وهذا التصور يقوم على من هو العدو الحقيقي والمشكل للخطر القادم، ومن هو الصديق الذي يعتمد عليه أثناء قدوم الخطر، وما هي درجة الوعي واليقظة لدينا.

هذه الحرب والأزمة دلتنا بإيضاح عن ما تحدثنا عنه سابقاً، وبينت لنا ماهي إمكانياتنا التي تحقق الأهداف المرجوة، ومن أهمها حكمة قادتنا وقدرتهم على اتخاذ قرارات حكيمة وقيادة مجتمعاتهم بفعالية والمحافظة على سلامة الشعوب، وكيفية الاصطفاف الشعبي خلف القيادة السياسية، وهو ليس بالأمر المستغرب أو الجديد على هذا الشعب الوفي، وكذلك القدرة العسكرية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، سواءً مجتمعة أو منفردة، والتي تقوم على مجموعة من العناصر المتكاملة والمرتبطة ببعضها البعض من قدرات، وعوامل، ومن بينها الموقع الجغرافي لهذه الدول والمرتبط بعلاقات عائلية ونسب ومصاهرة، وكذلك مساحة أرض ذات طبيعة تتخللها موارد طبيعية وحدود متقاربة، كما أنها تمتلك مقومات استراتيجية على أعلى المستويات متمثلة في الصروح العلمية العالية والصحية الكبيرة والاقتصادية البارزة والتقنية المتقدمة المتميزة، وغيرها.

ولا حظنا أثناء تطورات الموقف كيف وقفت منظومة الدفاع المشترك لدول الخليج العربي صفاً واحداً، وفعلت الاتصالات المشتركة، والتنسيق حول الأجواء، وفتحت كل دولة مجالها الجوي لتأوي طائرات دول المجلس، وكان ذلك مشهداً متمثلاً في فزعة الأخوة والمحبة بين القيادات والشعوب الذي يبين الارتباط الوثيق بينهم.حفظ الله بلادنا والخليج العربي وبلاد المسلمين من كل شر ومكروه.

Exit mobile version