في ظل التوترات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وتصاعد الهجمات الصاروخية والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران أوجد ذلك حالة من القلق الدولي العميق خاصة مع استهداف مواقع مدنية وعسكرية على حد سواء، واستهداف متعمد لمنشآت الطاقة الإيرانية، الأمر الذي دفع عدة دول إلى إعادة تقييم وجودها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط.
تتخذ مملكة البحرين خطوات استباقية كبيرة ليست فقط في الجانب الأمني والدبلوماسي بل امتدّت لتشمل الاستقرار الداخلي وتقديم الخدمات وسُبل دعم السوق المحلي والمحافظة على استقرار سلاسل الإمداد وزيادة التنسيق مع غرفة تجارة وصناعة البحرين لضمان انسيابية المواد والسلع، وهذا ما ناقشه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في جلسة مجلس الوزراء، وما آلت إليه الزيارات الميدانية التي يقوم بها سموه باستمرار، والاطلاع عن قرب على جاهزية الدولة.
أيضاً ما تبذله وزارة الداخلية بقيادة معالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، من جهود كبيرة في جميع إداراتها -التي تعمل بلا كلل أو ملل- وتقدم خدماتها النوعية المتطورة باحترافية وانسيابية عالية، وكذلك التوعية المستمرة للمواطنين والمقيمين والدور البارز لإدارة الجرائم الإلكترونية من خلال مكافحة الشائعات والتوعية بعدم الاستماع إلى الرسائل المشبوهة والعمل على تصحيح المغالطات التي لا تخدم الأمن وتشكّل مساساً بالسلم الأهلي والأمن المجتمعي، وتفعيل الخطة الوطنية والمركز الوطني للطوارئ المدنية لضمان تحقيق أعلى درجات الكفاءة والجاهزية.
ومسؤولية الحفاظ على ما تحقق من أمن واستقرار ومكتسبات للمملكة، مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً.. والرؤية الطموحة تستند دوماً إلى العمل الجاد والإرادة الصلبة، والإيمان المطلق بقدرتنا على تجاوز كافة التحديات.
رسالة أخيرة
الأزمات والكوارث هي اختبار من الله لعباده وسُنّة كونية في الدنيا، تمر بها كل دولة على اختلاف مستوياتها.. فلا تجعلوا الأزمات الحالية تنسيكم ما قدمه فريق البحرين خلال جائحة كورونا بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، من تضحيات جسيمة وإدارة فعّالة، جعلت من البحرين نموذجاً عالمياً في مكافحة الجائحة وإدارة الأزمات الطارئة والكوارث بكل كفاءة واقتدار.
البحرين، بقيادتها الحكيمة وشعبها الواعي، قادرة على تجاوز كل التحديات، والمحافظة على وحدتها كموطن للرخاء والسلام. نحن لسنا طرفاً في الحرب ولن نكون كذلك.