[
]
هناك العديد من القصص المجازية أو الرمزية التي تعبّر عن معانٍ عميقة أو فكرة فلسفية يمكن استنباط الحكمة والعبرة منها، كتلك القصة التي سمعتها يوماً تروي عن فتاة تشتكي من قسوة الحياة ومشقة العمل وكثرة المشاكل جعلت منها فتاة تعيسة لا تدري ماذا تصنع أو تعمل لتتجاوز محنتها ومصاعب الحياة التي تصفعها بين الحين والحين، فمن باب الفضفضة اشتكت لوالدتها مصاعبها وكيف يمكن أن تتجاوز المحن التي تمر بها، فوالدتها هي بيت خبرة لمناحي الحياة وهي الكفؤ لتقديم النصح وتحليل المواقف، فدورها واضح في توجيه الأبناء وتعليمهم كيفية التعامل مع تحديات الحياة.
هنا، أدركت الأم أن عليها تبسيط مشاكل ابنتها من جانب عملي، أحضرت الأم ثلاثة أوعية مملؤة بالماء ووضعت في الوعاء الأول بيضة والوعاء الثاني بطاطا والوعاء الثالث قهوة، وتركت الأوعية على النار لمدة من الزمن، ثم طلبت الأم من ابنتها أن تكسر البيضة فوجدتها أصبحت صلبة ثم دعتها لتمسك حبة البطاطا فوجدتها طرية ثم سكبت لها القهوة في فنجان وارتشفت القهوة وإذا بها ذات مذاق ورائحة مختلفة، حينها أدركت الفتاة المغزى من التجربة العملية فكلٌّ من البيضة والبطاطا والقهوة واجه الظروف نفسها، الماء الساخن لفترة من الزمن، ولكن ردة فعل كلٍّ منها مختلفة عن الأخرى، فالبيضة الهشة التي كانت تنكسر بسرعة أصبحت صلبة والبطاطا القوية أصبحت لينة وطرية أما القهوة فاختارت أن تتشكل بلون ومذاق ورائحة مختلفة، وهكذا هي الحياة.
جميعنا نمر بظروف قد تكون صعبة نوعاً ما وتمر علينا مشاكل الحياة تجعلنا ندور معها في دوامة، وأحياناً ننكسر من الداخل ونتعثر وتصيبنا في كل مرحلة من مراحل عمرنا خيبات كثيرة، ولكن نحن من نحدد ماذا نريد أن نكون بعد زوبعة المشاكل، هل نريد أن نكون مثل البطاطا اللينة التي تمرد بسهولة بعد أن كانت قوية، أم نريد أن نكون مثل البيضة التي علمتها الحياة أقسى الدروس فخرجت من محنتها صلبة لا تُقهر ولا تُكسر لكنها قاسية من الداخل، أم أن تكون إنساناً آخر صنعته الظروف واستفاد من الخيبات والتحديات رغم قساوتها إلى شخص آخر.
الإنسان يواجه العديد من المواقف الصعبة، ولكن يتطلب منه التكيّف مع هذه الظروف، فالمرونة تجعل من الإنسان أكثر خصالاً على مواجهة التحديات المستقبلية، وضغوطات الحياة تسهم في بناء صفات نحتاجها للمواجهة مثل الصبر والتحمل تجعل منا أشخاصاً أفضل نتطور ونتقدم ولا يقف أمامنا أي حاجز، الحياة مليئة بالدروس وما يهم هو كيف نختار الاستجابة لهذه المواقف الصعبة.
