مرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تجمد وعي أتباعها عبر تحريف ا
09:47 م
الجمعة 11 يوليه 2025
كتب- حسن مرسي:
أكدت ياسمين فاروق، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التنظيمات المتطرفة تعتمد بشكل رئيسي على استغلال فكرة الخوف من العذاب كأداة نفسية لترويع عناصرها.
خلال حلقة برنامج “فكر” المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أوضحت فاروق أن هذه التنظيمات تبرر ممارساتها العنيفة عبر تحريف النصوص الدينية واستغلال الغرائز الإنسانية الفطرية لتحقيق أهدافها.
وأضافت أن الخوف من العذاب في الإسلام هو شعور إيماني مشروع يدفع الإنسان إلى التوبة والعمل الصالح.
وتابعت أن المشكلة تكمن في نزع هذا الشعور من سياقه التربوي الرحيم، وتحويله إلى أداة للتخويف والإخضاع، وهو ما تمارسه تلك التنظيمات بوضوح.
وأشارت إلى أن هذا النهج يؤدي إلى “تجميد وعي الأتباع” وإخضاعهم لنمط واحد من التفكير والسلوك لا يسمح بالاجتهاد أو التعددية.
وبينت الباحثة أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو التفسير الانتقائي للنصوص الدينية، حيث يتم التركيز على الآيات التي تتحدث عن العذاب الإلهي والجحيم، مع تجاهل متعمد للآيات التي تدعو إلى الرحمة والمغفرة والتسامح.
وتابعت فاروق: “غالبًا ما تُقدَّم هذه النصوص كأدلة على أن الانضمام إلى التنظيم أو تنفيذ أوامره هو السبيل الوحيد للنجاة من العذاب، بينما تُصوَّر الكوارث الطبيعية والأزمات كعقاب إلهي لكل من يخالفهم، مما يزيد من شعور الخوف والقلق لدى بعض الشباب ويدفعهم نحو التطرف”.
وأكدت الباحثة أن هذه الاستراتيجية تُستخدم لبناء حالة من الطاعة العمياء لدى الأتباع، حيث يُصوَّر الخروج عن طاعة التنظيم كخيانة تستوجب العذاب في الدنيا والآخرة.
وأوضحت أن الرد العلمي على هذا الخطاب يبدأ من فهم المنهج القرآني المتوازن، الذي يقرن الخوف بالرجاء، ولا يفصل بين التحذير من العذاب والبشارة بالرحمة.
واستشهدت بقول الله تعالى: “نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ”، مشيرة إلى أن رسول الله ﷺ كان يدعو: “اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار”، مما يدل على توازن تربوي بين الخوف والرجاء في الإسلام.
وأضافت فاروق أن السيرة النبوية تؤكد أن النبي ﷺ لم يكن يعتمد على التخويف والترهيب، بل ربّى أصحابه على الرجاء والرحمة، وكان باب التوبة مفتوحًا للجميع بالرفق واللين، وليس بالوعيد والرهبة.
وأكدت على أن “التوازن بين الخوف والرجاء هو السبيل الحقيقي للفهم الصحيح للدين، وليس استخدام الخوف كأداة ترهيب كما تفعل التنظيمات المتطرفة التي خالفت جوهر الرسالة الإسلامية التي وصفها القرآن الكريم بقوله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.