أخبار العالم

البحرين.. عندما تُصبح السياحة بوابة المستقبل

[


]

في مشهد سريع التغير تُعيد فيه دول العالم رسم معالمها الاقتصادية، تقف مملكة البحرين بثقة على عتبة المستقبل، واضعةً السياحة في قلب استراتيجيتها التنموية. لم تعد السياحة مجرد قطاع ترفيهي، بل أضحت محركاً حقيقياً للنمو، ومصدراً للإبداع، والتنوّع والازدهار، هذا هو المشهد وإليك الأدلة.

في إطار استراتيجية البحرين السياحية 2022-2026، تكشف المملكة عن وجهها الجديد، وجهٌ ينبض بالحداثة، ويجمع بين عبق الماضي وسحر المستقبل. الاستراتيجية ليست وثيقة طموحات فحسب، بل خارطة طريق عملية لجعل البحرين مركزاً سياحياً عالمياً نابضاً بالتجارب المتنوعة والمستدامة.

تنطلق الرؤية من ست ركائز لتولد عالماً من الفرص وهذه الركائز: السياحة البحرية، وسياحة الأعمال، والسياحة الرياضية، والسياحة الثقافية، والسياحة الترفيهية، والسياحة العلاجية. إنها ليست مجرد عناوين، بل أبواباً مشجعة ومفتوحة أمام المستثمرين والزوار.

تتحوّل الكثير من المشاريع إلى معالم سياحية بداية من مسرح الدانة الذي صار منارة ثقافية، إلى منتجع جميرا وفندق مانتيس في حوار، إلى مشروع سعادة الحيوي، لذا تسير البحرين بخطى ثابتة نحو بناء منظومة سياحية متكاملة. ولا تكتفي المملكة بتشييد منشآت، بل تصنع تجارب.

فالواجهة البحرية في قلالي، ومشروع الغوص، وشاطئ خليج البحرين ليست فقط وجهات، بل قصصاً مدعومة بالأدلة والحقائق والإنجازات التي تمت على أرض الواقع خلال الربع قرن الأخير، والتي تجعل كل بحريني فخوراً ًبرواية هذه القصص للسائحين والمستثمرين من كل الجنسيات.

إن الأمر لم يقف عند إعادة البناء الداخلي والقفزات التطورية المتلاحقة في هذا القطاع الحيوي، إنما يبرز في الأفق فكر استراتيجي يقوم على التوجه نحو شراكات إقليمية وعالمية ما يبشر بإنتاج تأثير دولي ملحوظ، فلم تكن مشاركة البحرين كضيف شرف في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2025 مجرد حضور شرفي، بل إعلانٌ عن تأكيد رغبتها في أن تكون لاعباً عالمياً في المشهد السياحي. كما أن توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة أيروكليب الروسية يمثّل نقلة نوعية في مجال التعاون السياحي، حيث تمهد الاتفاقية الطريق لتبادل الخبرات، وتنظيم الفعاليات، ودعم الابتكار السياحي باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى التعاون الكبير بين البحرين ومصر لتبادل الخبرات المشتركة واستفادة كل دولة منهما من تجارب الدولة الأخرى.

كما أن السياحة الخضراء هي مرتكز أساسي في استراتيجية البحرين.. إذ تتبنى رؤية البحرين فكر الاستدامة لذلك فقد التزمت بمبدأ السياحة البيئية المستدامة، منسجمة مع هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060. وهذا سيناريو إضافي لرؤية البحرين في النمو السياحي حيث اهتمت أن تراعي المشاريع الجديدة استخدام الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة، مما يجعل من تجربة السائح في البحرين تجربة مسؤولة بيئياً، وعالية الجودة في آن واحد.

يضاف إلى ذلك رؤية وزارة السياحة التي تؤكد على أن المستقبل لا يصنع فقط بالبنية التحتية رغم أهميتها الشديدة في هذا المجال، بل بالإبداع والرقمنة أيضاً. من خلال توظيف التكنولوجيا في تجربة الزائر، واستخدام الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الهواتف الذكية، وخدمات الحجز الذكية، لتخلق المملكة بيئة سياحية أكثر سلاسة وابتكاراً.

إن البحرين تقف اليوم كأنموذج ملهم لدولة صغيرة بمساحتها، كبيرة بقيادتها ورؤيتها وفكرها، الذي هو محل احترام وتقدير من كل دول العالم، تصوغ مستقبلاً سياحياً يتجاوز التوقعات. كي يشعر الزائر أنها ليست فقط وجهة سفر توفر له الراحة والأمان، بل أيضاً تجربة حضارية واقتصادية واستراتيجية فريدة تُدار بعقلٍ رقمي وروحٍ وطنية.

* أستاذ مساعد في الإعلام الرقمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock