في البحرين.. روح التسامح في كل مكان
[
]
في البحرين؛ لا يغلق الباب في وجه أحد، ولا يسأل مواطن أو مقيم عن طائفته وديانته، ولا تطفأ الشموع، ولا تمنع المجالس، ولا تغلق المساجد والمآتم والكنائس، بل ينظم لها الوقت، وتهيأ لها المساحة، ويقدم لها كل الدعم والمساندة من مختلف مؤسسات الدولة المعنية، إلى جانب ما تحظى به من تشريعات وطنية ضامنة لحرية ممارسة العبادات على أرض المملكة.
كل ذلك لا يحدث فقط في المدن والقرى؛ بل حتى خلف أسوار السجون ومراكز التوقيف، حيث كان موسم عاشوراء حاضراً كما هو في الشوارع.
ففي داخل السجن كان النزلاء يحيون الذكرى بكل ما تحمله من وجدانيات، حيث زارته المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وتفقدته الأمانة العامة للتظلمات، وسمعته من أفواه السجناء أنفسهم، بعضهم قالها ببساطة: «أقمنا المجالس، قرأنا الأدعية، ووجدنا تعاوناً واحتراماً»، فهل هناك أبلغ من شهادة من يعيش في قلب المكان؟
ما يحدث في البحرين لا يحتاج إلى تبرير أو دفاع، بل إلى فهم حقيقي لمن يريد أن يرى؛ فممارسة الحرية الدينية ليست استثناء، ولا تقدمها الدولة كتنازل، هي جزء من نسيجنا الوطني، عكسته بكل وضوح وشفافية رؤية جلالة الملك المعظم، والتي وضعت الإنسان في قلب مشروع الدولة، وهذا ما انعكس في كل تفصيلة في القانون والممارسة على أرض الواقع.
البحرين ليست مدينة فاضلة، ولا تدعي الكمال، لكنها دولة اختارت أن تكون حاضنة للتنوع وضامنة للكرامة حتى للموقوفين والسجناء، تفتح أبواب مراكز الإصلاح للزيارات الرقابية في عاشوراء، ويستمع للنزلاء بعيداً عن الأضواء، هو دليل على أن الدولة لا تخشى الحقيقة، بل تبني ثقتها عليها.
ولمن يتربص من الخارج، أو يهوى الصيد في الماء العكر، نقول؛ الحرية الدينية لا تقاس بما يقال عنها، بل بما يعاش على أرض الواقع، وفي البحرين، هذا الواقع يترجم بإحياء عاشوراء في السجن، كما يترجم برفع أجراس الكنائس، وبتزيين المعابد في الأعياد، وبسماع الأذان من كل مذهب على امتداد الوطن.
البحرين بلد صغير في حجمه، لكن كبيراً في حضوره الإنساني، لأنه ببساطة.. احترم الإنسان أولاً فاحترمه العالم.
ما حدث ويحدث في البحرين خلال موسم عاشوراء هو تأكيد على أن التعايش لا يكون بالخطابات، بل بالممارسات اليومية.
وإذا كانت البحرين، بكل خصوصيتها الديمغرافية استطاعت أن تكرس هذا النموذج، نموذج الحرية الدينية الحقيقية، والممارسة الآمنة للعبادات والشعائر، والرقابة المؤسسية النزيهة، فالسؤال الأهم هو؛ لماذا يصر البعض النظر للواقع المعاش بعين واحدة؟
إن مسيرة البحرين الإنسانية، بقيادة جلالة الملك المعظم، وبدعم مؤسساتها الدستورية والمجتمعية، تستحق أن تروى، لا لأنها استثناء، بل لأنها دليل على أهمية التعايش والتسامح بين أبناء المجتمع الواحد إن وجدت الإرادة.