المستكاوي: الإعلام الرياضي فقد جوهره التحليلي أمام سطوة “الترند” – صور
10:20 م
الأحد 20 يوليه 2025
الإسكندرية – محمد البدري:
قال الكاتب الصحفي والناقد الرياضي حسن المستكاوي إن الإعلام الرياضي فقد جوهره القائم على التحليل والتدقيق، وأصبح أسيرًا لسطوة “الترند” وردود الفعل الجماهيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ وأكد أن تغيّرات المشهد الإعلامي أضعفت شجاعة الطرح لدى النقاد، وأفرغت الصحافة الرياضية من مضمونها المهني العميق.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “تجارب ملهمة في عالم التحليل والنقد الرياضي”، نظّمتها مكتبة الإسكندرية اليوم الأحد ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، وقدمها الإعلامي إبراهيم خليفة بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الرياضي.
وأضاف المستكاوي أن مستخدمي وسائل التواصل كثيرًا ما يفتقرون إلى إدراك طبيعة الصحافة ودورها الحقيقي، مؤكدًا أن الصحافة ليست مجرّد رد فعل بل عمل مهني يتطلب الجهد والمصداقية.
وأشار إلى أن دخول عالم الصحافة لم يكن سهلًا رغم أنه نجل الناقد الكبير نجيب المستكاوي، موضحًا أن الاسم ساعده على الدخول، لكنه وضعه تحت ضغط شديد لإثبات الذات.
واستعرض المستكاوي بداياته الصحفية، لافتًا إلى أنه أجرى حوارات مع كبار الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وعادل إمام، وتعلّم من والده مهارات رصينة أبرزها التدقيق في الأرقام والتثقيف المستمر، مشيرًا إلى أنه لم يقتصر على الرياضة، بل انفتح على مجالات متعددة.
وعن أسباب تراجع الصحافة الرياضية، قال المستكاوي إن غياب الرأي العلمي والمعلومة الدقيقة أضرّ بالمشهد، داعيًا إلى تجاوز مرحلة اللهاث خلف الشعبية السريعة، والعودة إلى التأصيل والتحليل.
وحول تصفيات كأس العالم 2026، عبّر المستكاوي عن أمله في تأهل المنتخب المصري وتقديم أداء مشرّف، قائلاً: “نريد أن نستمتع بكرة القدم لا أن نعاني منها“.
وانتقد بشدة قرار اتحاد الكرة بإلغاء الهبوط من الدوري الممتاز، معتبراً أنه يضر بالمنظومة الكروية ويُضعف العدالة التنافسية، مؤكداً أن المنظومة تحتاج إلى إصلاحات حقيقية.
كما دعا إلى تأسيس شركات لإدارة كرة القدم بالأندية الجماهيرية لضمان التطوير والاستدامة، مشيدًا بتعيين نادي الزمالك لجون إدوارد مديرًا لمنظومة الكرة، وواصفًا الخطوة بأنها توجه احترافي يُحسب لإدارة النادي.
وأوضح أن تدريب فريقي الأهلي والزمالك يجب أن يكون دائمًا تحت قيادة مدرب أجنبي نظرًا لضغوط الجماهير والإعلام، مؤكداً أن التعامل مع هذه البيئة يتطلب خبرات فنية متقدمة.
وفي تعليقه على الإعداد النفسي للاعبين، شدد المستكاوي على أن هذا الجانب مهمل في مصر رغم أهميته، مشيرًا إلى أن اللاعب المصري بحاجة للاحتكاك الدولي لبناء الثقة والمهارة.
وتناول ملف التعاقدات في النادي الأهلي، متسائلًا إن كانت تهدف فعليًا إلى خدمة الفريق فنيًا أم لإرضاء الجماهير، مؤكدًا أن التقييم يجب أن يكون قائمًا على الاحتياج لا الشعبية.
وختم بدعوة الشباب إلى القراءة الجادة، مؤكدًا أن الثقافة تبدأ بالوعي والمعرفة، ومرشّحًا مجموعة من الكتب المهمة لفهم الرياضة وتحليلها، أبرزها: “الهرم المقلوب“، “عامل غرف الملابس“، “الشمس والظل“، إضافة إلى كتابه الخاص عن الأهلي والإسماعيلي.
وأشار إلى أن الفنان سيد درويش لحّن أغنية لنادي الاتحاد السكندري، في دلالة على عمقه الشعبي وتاريخه، موضحًا أن سحر كرة القدم يكمن في بساطتها وعدالتها الإنسانية التي لا تفرّق بين غني وفقير أو طويل وقصير.
يُذكر أن الدورة الحالية من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تُنظم بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب، بمشاركة 79 دار نشر، وتقدم أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 مفكر ومثقف، إلى جانب أنشطة موازية في بيت السناري بالسيدة زينب وقصر خديجة بحلوان.