آخر الاخبار

الناجية الوحيدة.. هل تكشف “فرحة” سر الموت الغامض لأشقائها بالمنيا؟



08:56 م


الأحد 20 يوليه 2025

أسيوط – جمال محمد ومحمود عجمي:

في أحد أجنحة مستشفى الإيمان العام بأسيوط، ترقد الطفلة “فرحة” على سرير أبيض، تحيط بها أنابيب المراقبة، وعيون الأطباء المتأهبة، وأسئلة كثيرة لم تجد بعد طريقًا للإجابة. لم تكن تعلم حين غادرت قريتها الصغيرة “دلجا” في المنيا، أنها أصبحت آخر خيط قد يكشف مأساة حيّرت الجميع، مأساة موت الأشقاء الخمسة في صمتٍ واحدٍ، وبلا تفسير.

– فرحة.. آخر الأمل

فرحة ناصر محمد، 14 عامًا، واحدة من بين سبعة أشقاء، لم يبقَ منهم على قيد الحياة سوى والدها، وهي. جاء قرار نقلها إلى مستشفى الإيمان بأسيوط بعد أن ظهرت عليها نفس الأعراض الغامضة التي أصابت إخوتها، والذين توفوا تباعًا خلال أسبوع واحد، دون أن تتمكن أجهزة الطب أو الأسرة من التقاط طرف الخيط.

بحسب تصريحات ياسر محمد، نجل عم الأطفال المتوفين، فإن حالة فرحة مستقرة حتى الآن، والأطباء يجرون لها فحوصات شاملة ودقيقة، في محاولة حثيثة لتحديد سبب ما أصاب إخوتها، وإنقاذ حياتها قبل فوات الأوان.

– مأساة دلجا.. خمسة أطفال في أسبوع

القصة بدأت حين تلقّت مديرية أمن المنيا بلاغًا بوصول 3 أطفال من أسرة واحدة إلى مستشفى ديرمواس المركزي وقد فارقوا الحياة، تبعهم شقيق رابع بعد إدخاله العناية المركزة، ثم شقيقة خامسة نُقلت مع “فرحة” إلى مستشفى صدر المنيا، وتوفيت لاحقًا أيضًا. أسماء الضحايا كانت كالتالي: محمد ناصر محمد (11 سنة)، ريم ناصر محمد (10 سنوات)، عمر ناصر محمد (7 سنوات)، أحمد ناصر محمد (توفي لاحقًا بعد إعياء شديد)، رحمة ناصر محمد (12 سنة)، كلهم فارقوا الحياة في صمت، وأعراض غامضة، وبلا سبب واضح حتى اللحظة.

– فحوصات وبيانات رسمية

وزارة الصحة تدخلت على الفور، وأكدت في بيان رسمي أنه لا وجود لأي أمراض معدية أو أوبئة في قرية دلجا.

جرى أخذ عينات من المياه والمنازل والغذاء، ولم يتم رصد أي خطر وبائي. ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة، والتحليلات مستمرة، وسط قلق عام وترقّب من الأهالي وخبراء الصحة.

– “فرحة” تواجه مصيرًا مجهولًا

في قلب المستشفى، ترقد فرحة وسط أجهزة المراقبة، تقاوم بأمل خافت، بينما يسابق الأطباء الزمن لفك شفرة الغموض الذي خطف أشقاءها واحدًا تلو الآخر.

هي لا تعرف أن كل العيون في قريتها، بل وفي مصر كلها، تتعلق بها الآن، لا لذنب ارتكبته، بل لأنها الناجية الأخيرة، والخيط الوحيد المتبقي لفهم ما حدث.

وبينما ينتظر الجميع كلمة الطب، يهمس أهل دلجا بدعاء واحد لا ينقطع: “يا رب تنجو فرحة.. علشان تفضل في الحياة شهادة، مش ذكرى جديدة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock