بين إنقاذ الأرواح ومخاطر المقاومة البكتيرية.. فوائد وأضرار المضادات الحيوية
[
]
أحدثت المضادات الحيوية ثورة في عالم الطب، فقد أنقذت ملايين الأرواح من العدوى البكتيرية التي كانت سابقًا قاتلة، ومع ذلك فإن الاستخدام المفرط وغير المناسب لهذه الأدوية أصبح يُشكل تهديدًا صحيًا عالميًا، يُعرف اليوم باسم “مقاومة المضادات الحيوية”.
ما هي المضادات الحيوية؟
المضادات الحيوية هي مواد كيميائية تُستخدم لقتل أو تثبيط نمو البكتيريا، ولا تؤثر هذه الأدوية على الفيروسات، ولذلك فهي غير فعالة في علاج الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا أو نزلات البرد.
يتم تناولها عن طريق الفم كسوائل أو أقراص أو كبسولات، أو يمكن إعطاؤها على شكل حقن، وتتوفر أيضًا على شكل كريمات أو مراهم أو غسول للجلد لحالات العدوى الجلدية.
ولكن لابد أن يتم استخدام المضادات الحيوية فقط عند الحاجة لها، حيث إنّ استخدامها غير المناسب يمكن أن يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للأدوية، هذا ما يجعل علاج العدوى البكتيرية أكثر صعوبة في المستقبل.
فوائد المضادات الحيوية
إنقاذ أرواح الملايين حيث ساعدت المضادات الحيوية في تقليل نسب الوفيات الناتجة عن التهابات بكتيرية مثل الالتهاب الرئوي وتعفن الدم، إلى جانب استخدامها في العمليات الجراحية والعلاج الكيميائي للحماية من العدوى هام أثناء الإجراءات الطبية المعقدة، إضافة إلى تحسين جودة الحياة: عبر السيطرة السريعة على العدوى، والتقليل من معاناة المرضى وتسريع عملية الشفاء.
مقاومة المضادات الحيوية (الخطر الصامت)
رغم فوائدها الجمة، إلا أن سوء استخدام المضادات الحيوية أدى إلى تطور سلالات بكتيرية مقاومة، تُعرف هذه الظاهرة باسم “مقاومة المضادات الحيوية”، وتحدث عندما تتغير البكتيريا بطرق تجعل الأدوية غير فعالة ضدها.
وتطور المقاومة يحدث بسبب تناول المضادات الحيوية دون وصفة طبية واستخدام المضادات الحيوية لعلاج الفيروسات، إضافة إلى عدم إكمال الجرعة المقررة.
أما عواقب مقاومة المضادات الحيوية قد تؤدي إلى حدوث عدوى يصعب علاجها وقد تصبح مميتة، إلى جانب زيادة فترات العلاج وتكاليفه وتقليل فعالية الإجراءات الطبية الحديثة.
كيفية مواجهة خطر مقاومة المضادات الحيوية
لا بد من التوعية المجتمعية من خلال نشر الوعي بخطورة الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، والالتزام الطبي عن طريق وصف المضادات الحيوية فقط عند الحاجة، إلى جانب البحث والتطوير والعمل على ابتكار أدوية جديدة وبدائل علاجية، وأخيرا التعاون الدولي حول مكافحة المقاومة وألا تقتصر على دولة واحدة.
