بعد غياب 4 سنوات.. الإسكندرية تحتفي بعودة معرض الكتاب و75 دار نشر (صور



11:40 م


الأربعاء 30 يوليه 2025

الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:

بعد غيابٍ دام أربع سنوات، عاد معرض الإسكندرية للكتاب ليحجز مكانه مجددًا على الخريطة الثقافية، حيث انطلقت فعاليات الدورة العاشرة من المعرض الإسكندرية داخل كلية سان مارك، وسط إقبال جماهيري متنوع ومحتوى معرفي غني.

ويستمر المعرض في الفترة من 28 يوليو حتى 6 أغسطس، بتنظيم من الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد، تزامنا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي، وفي إطار رؤية وزارة الثقافة لتفعيل مبدأ العدالة الثقافية بوصفه أحد المرتكزات الأساسية للاستراتيجية الثقافية الوطنية في مختلف المحافظات.

إقبال كبير وتنوع ثقافي

في جولة مصراوي داخل المعرض، برزت مشاهد الإقبال من مختلف الأعمار، حيث توافدت العائلات والطلاب والمثقفون على الأجنحة المختلفة، بحثًا عن عناوين تلهم أو تُثري.

فيما وفّر توقيت المعرض الصيفي فضاءً معرفيًا استثنائيًا في ظل تزايد أعداد المصطافين والزوار، ما منح الحدث زخمًا خاصًا يُعيد للكتاب مكانته في الحياة العامة، ويُجسّد العلاقة المتينة بين الوعي المجتمعي والمشروع الثقافي.

مشاركة موسعة من دور النشر والقطاعات الثقافية

ويشارك في المعرض أكثر من 75 دار نشر تمثل مزيجًا من الدور الرسمية والخاصة، بالإضافة إلى قطاعات وزارة الثقافة ومنها: الهيئة العامة لقصور الثقافة، المركز القومي للترجمة، دار الكتب والوثائق القومية، وصندوق التنمية الثقافية.

ويقدّم جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب مجموعة واسعة من الإصدارات بأسعار رمزية تبدأ من جنيه واحد وتصل إلى 20 جنيهًا، بما يتيح الكتاب لجميع شرائح المجتمع.

وأثناء جولته الرسمية، تفقد وزير الثقافة أجنحة المعرض المختلفة، وتوقف عند عدد من دور النشر الرسمية والخاصة، مشيدًا بالتنظيم المحكم وتنوع المحتوى الذي يُعبّر عن حيوية المشهد الثقافي المصري.

محافظ الإسكندرية: المعرض يعكس دعم الدولة للبنية الثقافية بالمحافظة

أكد الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، أن تنظيم المعرض بعد توقف دام أربع سنوات يمثل إضافة نوعية ومهمة للمشهد الثقافي في المدينة، ويعكس دور الدولة في دعم وتطوير البنية الثقافية المحلية.

وأشار إلى أن تزامن الفعالية مع الاحتفال بالعيد القومي يُضفي بُعدًا رمزيًا يجسّد إدراكًا متزايدًا لقيمة الثقافة كأداة تنموية ومكون أساسي في بناء الإنسان.

كما أشاد بحجم المشاركة من دور النشر والقطاعات الثقافية، معربًا عن تقديره للتعاون الوثيق بين المحافظة ووزارة الثقافة في تنظيم هذا الحدث، الذي يُخاطب شرائح مجتمعية متعددة ويُراعي تنوع الاهتمامات.

وزير الثقافة: نحرص على إتاحة الكتاب بكافة الوسائل والوسائط

أوضح وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن المعرض يمثل محطة رئيسية ضمن سلسلة المعارض الصيفية التي تنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب، مشيرًا إلى نجاحات سابقة شهدتها معارض الفيوم وبورسعيد، والتي أثبتت فاعلية النموذج المحلي في دعم صناعة النشر وتوسيع دائرة الوصول إلى المعرفة.

وأكد أن الوزارة تعمل على توفير الكتاب عبر وسائط متعددة تشمل المعارض الموسمية والدائمة، والمنافذ الثابتة والمتنقلة، فضلًا عن المبادرات الرقمية مثل تطبيق “كتاب”، ومشروع “كشك كتاب” الذي شهد مؤخرًا افتتاح 30 منفذًا جديدًا في قرى المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”.

وأضاف أن التوسع في إقامة المعارض سيشمل مناطق غير مطروقة سابقًا، بالتعاون مع وزارات التعليم العالي، الشباب والرياضة، الأوقاف، الكنيسة، والأزهر الشريف، بهدف الوصول إلى جميع فئات المجتمع.

رئيس الهيئة العامة للكتاب: المعرض جزء من مشروع وطني للتنوير

قال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن المعرض يأتي ضمن خطة موسعة بدأ تنفيذها منذ يونيو الماضي بالتزامن مع احتفالات 30 يونيو، لإقامة سلسلة من المعارض في المحافظات، وتفعيل شراكات مؤسسية تسمح بوصول الكتاب إلى الفضاء العام.

وأضاف أن اختيار الإسكندرية جاء انطلاقًا من خصوصيتها الثقافية وتاريخها العريق، وجمهورها الشغوف بالقراءة، لا سيما في موسم الصيف، حيث تتزايد الحاجة إلى فعاليات معرفية تُعيد الاعتبار للكتاب في المشهد المجتمعي العام.

Exit mobile version