آخر الاخبار

خيانة السلام.. خيانة نوبل! | مصراوى


جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

قام ألفريد بيرنهارد نوبل ( ١٨٣٣- ١٨٩٦) سويدي الجنسية باختراع أكثر المواد تدميراً في القرن التاسع عشر وهو الديناميت. وقد كان نوبل كيميائي ورجل أعمال. وقد مثل اختراع الدنياميت ثورة في التنقيب عن المعادن والهندسة الإنشائية وساهم في تطوير الاستخدامات العسكرية. وقد أدى هذا الاختراع إلى إطلاق لقب ” تاجر الموت ” على ألفريد نوبل. وهو الأمر الذي ترك في نفسه أثراً كبيراً إلى الحد الذي جعله يقرر تحويل اختراعه إلى أداة ووسيلة لتحقيق السلام والاستقرار في العالم من خلال تخصيص جزء من ثروته كجائزة لأهم الاعمال والاختراعات التي تحقق السلام والأمن في العالم.

وقد بدأ تسليم جائزة نوبل لأول مرة عام ١٩٠١ للاحتفاء بالاسهامات العلمية في علوم الكيمياء والفيزياء والطب والأدب والسلام ثم أضيفت لها العلوم الاقتصادية.

وقد كتب نوبل في وصيته أن الجائزة تهدف إلى تشجيع الأعمال والإنجازات العلمية والجهود التي تساهم في إسعاد البشر وتحسين أحوالهم وتحقيق السلام”.

وقد تلاحظ في العقدين الماضيين أن جائزة نوبل المرتبطة بتحقيق السلام قد انحرفت عن مسارها وتم تسييسها لصالح أهداف غير التي أوصى بها نوبل. فقد مُنحت لأفراد تحدثوا كثيراً عن السلام ولم يقوموا بأشياء تحقق السلام بالفعل. كما تم رصد جماعات ضغط تعمل بشكل حثيث في أروقة بعض الدول وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لتوظيف الجائزة لخدمة أهداف سياسية بعينها.

هذا الأمر رصدته الكاتبة النرويجية ” أوني توريتيني” في كتابها الصادر عام ٢٠٢٤ بعنوان” خيانة نوبل: الأسرار والفساد وراء جائزة نوبل للسلام”. حيث أشارت الكاتبة إلى أن جائزة السلام لم تعد تخدم أهداف وأغراض السلام. وأن ما يحدث خيانة حقيقية لوصية نوبل. وقد تساءلت الكاتبة في كتابها أنه إذا كانت جائزة نوبل للسلام قد رُصدت حقاً من أجل تشجيع محبي السلام فلم لم يتم منحها للأم تيريزا أو للمهاتما غاندي مثلا؟ ولم تم ترشيح الرئيس باراك أوباما لها وهو لم يبذل جهوداً حقيقية لإقرار السلام في العالم وفي الشرق الأوسط تحديداً؟ وتتساءل الكاتبة أيضاً حول لمَ لم يتم منح الجائزة لنيلسون مانديلا بمفرده أو الرئيس المصري محمد أنور السادات فقط؟

نفس التساؤلات تم طرحها في ندوة أقامتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالتعاون مع الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية منذ سنتين وتم فيها تناول الأبعاد والضغوط السياسية وراء جائزة نوبل للسلام وللعلوم الاقتصادية تحديداً!

ومنذ يومين طالعتنا الصحف ووكالات الأنباء بأن رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي قد أرسل ببرقية إلى المجلس المعني باختيار شخصيات السلام من أجل الحصول على جائزة نوبل ليرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذه الجائزة على الرغم من قيام الأخير بتزويد رئيس وزراء كيان الاحتلال بقنابل معقدة لإبادة شعب بأكمله من الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين!

إن ما يحدث بدون مواربة أو حرج هو فساد فج وخيانة واضحة لنوبل نفسه وللسلام المزعوم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock