آخر الاخبار

“ترامب” يقود العالم للهاوية الأخلاقية


جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كيف يقود “ساكن البيت الأبيض” الكُرة الأرضيَّة إلى الهَاوية الأخلاقية؟ هل يَعِي حاكم البيت البيضاوي ما يفعل؟ هل سينجح الرئيس الأمريكى فى مَسعَاه؟!….إلخ.

قبل أن نُجِيب على هذه الأسئلة وغيرها … دعونا نُسَلِط الضوء على أحد أهم نواميس وقوانين الكون والحياة البشرية التى نعيشها ، والمُتَمَثل فى أن أي شيء فى هذا الكَون، يَمُر بثلاث مراحل، مُحكمة ، حتمية ، ومتتابعة، لا يَحِل أحدها مَحَل الآخر، ولا تسبق بعضها بعضا.

هذا القانون أشار إليه الله سبحانه وتعالى في قوله عز شأنه في الآية الكريمة رقم 54 من سورة الروم (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) .

إحدى الدَلالات المُباشرة لهذه الآية الكريمة ، أن حياة الإنسان تَمُر بثلاث مراحل ، الأولى منها “مرحلة ضعف” والثانية “مرحلة قوة” والثالثة “مرحلة ضعف وشيب” …بمعنى آخر إذا جاز التعبير يمكن تسمية المراحل الثلاثة ( قاع قمة قاع ) كمرادف لـ ( ضعف قوة ضعف) .

لو تأملنا حولنا لأكتشفنا سريعاً أن هذا القانون ينظم مشوار حياة كل شيء فى هذا الكون .

نذكُر فيما يلي على سبيل المثال لا الحصر ، أشياء نُعَايشها وتسير وفق هذا القانون .

أولا: القمر … ((خلال الشهر يبدأ من ضعف “هلال” ثم يصبح قوياً “بدر” ثم ينحسر ويَضعُف ” مُحاق”))

ثانياً: الشمس … (( مع بدايات الشروق وقبل ذهاب وانحسار ظلام الليل ، تكون ضعيفة ” بدايات الشروق” ثم يأتى عليها منتصف النهار لتكون فى ذروة قوتها …ثم تعاود الإنحسار والضعف والتلاشى وقت الغروب ))

ثالثاً: الشتاء …يأتى ضعيفاً ثم يصبح قوياً ثم يعود ضعيفا

رابعاً: الزرع والنباتات، تبدأ ضعيفة، ثم تكبُر وتستوى على جُودِها ، ثم تأتي مرحلة الضعف والإنهيار والتلاشى ، وتُصبح هشيماً تزوره الرياح.

خامساً: الإمبراطوريات التى حكمت العالم لقرون ، بدأت من ضعف ثم تمددت وقويت شوكتها واشتد عودها ، ثم أتاها الإنهيار والإضمحلال فى المرحلة الثالثة ، فكان الضعف والتفكُك والتشرزُم والتلاشى.

سادساً: “فيروس كورونا” الذى هاجم العالم قبل سنوات ، كان يأتى ضعيفاً ثم ينتشر ويتوسع ويصل ذروته ، ثم يعود ضعيفاً ويتلاشى.

كل شيء فى هذا العالم يبدأ من الضعف “القاع” إلى أن يصل للقوة “القمة” ثم ما يلبث ليعود ضعيفاً مرة أخرى ، ثم يُعِيد الكَرَّة مِراراً وتِكرَاراً، وإن كانت تتباين شكل وطول كل مرحلة من المراحل الثلاثة من شيء لشيءٍ آخر ، لكن الأمر المؤكد أن المراحل الثلاثة تشكل فى مُجملها قانون حركة الأشياء وتحدد مساراتها ومآلاتها.

بعد هذه المُقدمة الطويلة التي كان لابد منها ، نعود مرة أخرى للسيد “ترامب” الذى نرى أنه يقود المنظومة الأخلاقية العالمية للقاع وللضعف وللإنهيار ، ونجيب على السؤال الأول ، وهو كيف ؟

استناداً للقانون السالف ذكره قانون المراحل الثلاثة “قاع قمة قاع ” أو “ضعف قوة ضعف ” فإن المنظومة الأخلاقية العالمية قد إجتازت خلال الثلاثة قرون الأخيرة كل من المرحلة الأولى “الضَعَف ” والثانية “القوة” ، حيث كانت العبودية حتى القرن التاسع عشر ، ومظاهر العنصرية والطبقية وممارسات الاستعمار فى قتل الشعوب ونهب الخيرات والثروات ، كانت جميعها تمثل المرحلة الأولى مرحلة الضعف والإنهيار الأخلاقى فكُنا جميعُنا فى قاع المنظومة الأخلاقيةكان العالم بلا أخلاق “.

ثم تلتها حركات التمرد والتحرر على الممارسات الهمجية والوحشية وتم تأسيس هيئات أُمَمية ومنظمات إنسانية ومجالس حقوقية وحمائية منعت التمييز والظلم والتعذيب وعززت الحريات بمواثيق دولية وإتفاقيات أممية ، وهذه وغيرها من المظاهر شكلت فى مُجملها المرحلة الثانية لمنظومة الأخلاق ، وهى مرحلة القوة ، قوة المنظومة وثبات أركانها وتعدُد ونفاذ أصوات داعميها ومؤيديها.

العالم الآن بصدد السقوط من قوة المنظومة الأخلاقية التى تمثل المرحلة الثانية ، إلى قاع المنظومة ليصل إلى المرحلة الثالثة الحتمية ، وهى حالة الإنهيار الأخلاقى ، ما يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، هو أنه يتعجل السقوط للهاوية الأخلاقية ، ويدفع الكرة الأرضية ومن عليها دفعا للسقوط للهاوية ، مستغلاً كونه رئيس الدولة الأقوى فى العالم ، كتب شهادة الوفاة لكافة المنظمات والكيانات الدولية التى تحمى المنظومة الأخلاقية البشرية ، وراح يعيث فى الأرض فساداً وإفساداً رافعاً، يُبَرِر القتل والتعطيش والتجويع فى غزة ، يتحايل للاستحواذ على ثروات البلدان ، رافعا شعارmake America great again” ” أجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى !!

وهنا أعتقد أن ترامب لا يعي خطورة ما يفعله ، وأرى أنه لن يتمكن أن يحقق ذلك خلال سنوات حكمه المعدودة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock