جائزة التميز.. ريادة رقمية لجودة حياة
[
]
مع إسدال الستار اليوم على فترة التقديم للنسخة الثالثة عشرة من جائزة التميّز للحكومة الإلكترونية 2025، تبرز مملكة البحرين مجدداً كنموذج إقليمي في ترسيخ ثقافة الابتكار والتحول الرقمي، عبر مبادرة وطنية تُعد من أبرز أدوات التحفيز على التميز المؤسسي في القطاعين العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، وحتى على مستوى الأفراد.
الجائزة التي تنظمها هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية كل عامين، لم تعد مجرد منصة تنافسية، بل تحوّلت إلى مرآة تعكس مدى نضج البيئة الرقمية في المملكة، ومدى التزام الجهات المختلفة بتقديم خدمات ذكية، متكاملة، وموجهة نحو تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين، وهو ما نلمسه بتنوع وسهولة إتمام الخدمات، فقد أصبحت ابتكارات وتطبيقات تقنية المعلومات والاتصالات محركات رئيسة لتعزيز أداء المؤسسات، والنمو الاقتصادي والتغير الاجتماعي.
وتأتي هذه الجائزة في سياق رؤية وطنية شاملة، تسعى إلى تعزيز الكفاءة الحكومية، وتحفيز الابتكار، ورفع مستوى التفاعل الرقمي بين الدولة والمجتمع. وقد شهدت النسخة الحالية توسعاً في الفئات لتشمل مجالات نوعية مثل أفضل استخدام للذكاء الاصطناعي، وأفضل بيئة للابتكار الرقمي، وأفضل مشروع للتحول الرقمي، ما يعكس تطور معايير التميز لتواكب التحولات التكنولوجية العالمية، كما أن تخصيص فئة مستقلة للأفراد تحت عنوان أفضل مبادرة رقمية، يعكس إيمان الهيئة بأهمية إشراك المجتمع في صياغة مستقبل الخدمات الحكومية، وتحفيز العقول الشابة على تقديم حلول رقمية مبتكرة.
وبحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن الدول التي تتبنى استراتيجيات حكومية قائمة على الابتكار الرقمي تحقق معدلات رضا مجتمعي أعلى بنسبة تصل إلى 30%، كما تسجل نمواً في كفاءة الخدمات بنسبة 25% مقارنة بالدول التي لا تعتمد نماذج التميز المؤسسي.
وفي دراسة حديثة نشرتها مجلة خليج العرب للدراسات الإنسانية والاجتماعية، تبيّن أن تطبيق معايير التميز يرفع من جودة الأداء المؤسسي بنسبة 40%، ويُسهم في تعزيز الشفافية والثقة بين المواطن والحكومة.
وبما أن الحكومات التي تستثمر في الابتكار الرقمي اليوم، هي التي ستقود مستقبل التنمية غداً، تختتم فترة التقديم اليوم، لتتجه الأنظار إلى مرحلة التقييم، حيث ستُعرض المبادرات المشاركة على لجان تحكيم متخصصة، تمهيداً للإعلان عن الفائزين في حفل رسمي يُتوقع أن يعكس حجم التقدم الذي أحرزته البحرين في رحلتها الرقمية، أما الرسالة الأعمق، فهي أن البحرين ماضية في بناء مستقبل رقمي لا يقوم فقط على التطور التقني، بل على ترسيخ ثقافة التميّز كقيمة مؤسسية وإنسانية في آن واحد.