أخبار العالم

جولة ثانية.. أم انتهت الحرب تماماً؟

[


]

منى علي المطوع

ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليلة 23 يونيو ليعلن وقف إطلاق النار ما بين إسرائيل وإيران لمدة 12 ساعة ليتم بعدها الإقرار بأن الحرب انتهت تماماً! وذلك بعد مرور 12 يوماً من التصعيدات العسكرية في المنطقة والتوترات إلى جانب إغلاق المجال الجوي في عدد من الدول.

السؤال الذي كان يتداول بعد الإعلان الأمريكي بانتهاء الحرب ما بين إسرائيل وإيران هل الحرب انتهت تماماً وبشكل أبدي أم أن هناك جزءاً ثانياً محتملاً قد يرجعنا إلى المربع الأول؟! الواقع يقول إن الحرب لا يمكن أن تنتهي بانتهاء القتال فهناك ملف حصار غزة، وإن كان هناك إعلان من ترامب بموافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة مقابل أن تتوقف كذلك حماس بعدم عرقلة هذه الهدنة، وأنه من المحتمل أن تلعب القاهرة والدوحة دوراً كبيراً في إنجاز الاقتراح النهائي لصفقة إنهاء الحرب من جميع الأطراف من أجل إحلال السلام في المنطقة الأمر الذي يمثل بارقة أمل في إيجاد حل لهذا الملف المعقد، إلا أنه رغم ذلك التهديدات الأمنية لم تختفِ تماماً.

فمن الجانب الآخر إيران لا تزال تتمسك بخيوط مشروعها النووي، وتسعى لامتلاكه رغم الضغوط الدولية، كما أن إعلان إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسمياً حيث انتقدت واشنطن القرار، وأكدت أنه من غير المقبول أن تقوم إيران بهذا الإجراء الأمر الذي يلوح هنا إلى وجود مخاطر محتملة قد تقود إلى إعادة فرض العقوبات الدولية ضد إيران إلى جانب توجيه ضربات عسكرية، ولكن هذه المرة على نطاق أوسع حيث سيسمح لأعضاء مجلس الأمن باتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران وبدعم من الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاق النووي في حال تقدمت الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاق النووي بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بشكوى ضد إيران في مجلس الأمن؛ مما يزيد الأمور تعقيداً، وقد يدفع إلى اندلاع شرارة الحرب والتصادم العسكري مجدداً وهو ما لا يأمله أحد بالتأكيد.

ورغم أن الاتحاد الأوروبي كان قد دعا النظام الإيراني إلى أهمية استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث أوضح أن الانسحاب وتعليق التعاون لا يهدأ الوضع، فإنه من الجانب الآخر ووفقاً لتحليلات سياسية عدة، فإنه يكاد من شبه المستحيل أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي، فهي تراه من زاوية أنه جزء أساسي من هويتها الوطنية والاستراتيجية وهو مؤشر يعكس أنه من المحتمل أن تعود لترتفع وتيرة التهديدات والمخاطر الأمنية في المنطقة إن استمرت إيران بالتعنت ورفض التعاون؛ مما يؤكد أن القضية لم تغلق وتنتهي بعد إنما تم تأخيرها نسبياً وفقاً لإعلان وزارة الدفاع الأمريكية أن الضربات العسكرية الأمريكية التي نفذت ضد منشآت إيران النووية أعادت برنامجها إلى الوراء لمدة تصل إلى عامين وهو ما يمكن اعتباره أن موضوع انتهاء الحرب للأبد أمر لا يمكن تقديم فيه أي ضمانات!

السلام الحقيقي لن يحل ويتحقق، إلا بعد أن يحل ملف إيران النووي فهو لا يعلن بتوقف الصواريخ والصراع العسكري، بل بزوال الأسباب الحقيقية للنزاع وما لم تحل جذور الصراع، وتعالج الأسباب التي أدت إلى الحرب، فإن إعلان نهايتها مجرد وهم ومخدر مؤقت فالحرب الحقيقية تنتهي عندما تتخلى إيران عن مشروعها النووي الطموح الذي يتعارض مع التزاماتها في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى جانب فك حصار غزة ودعم العدالة للشعب الفلسطيني ورفع الظلم وانتهاء جذور القضايا لينتهي الصراع لا ملامحه المؤقتة. أما ما دون ذلك فهي هدنة حتى إشعار آخر ونتمنى هنا أن لا تدفع المنطقة والشعوب العربية الثمن في ذلك، وأن يكفينا الله شر الحروب والنزاعات، وأن يجد السلام طريقه في حل هذه المعادلة الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock