“مسودة جديدة لانسحاب مؤقت”.. إلى أين وصلت مفاوضات غزة؟
04:11 م
الأربعاء 16 يوليه 2025
كتبت- سهر عبد الرحيم:
تعثرت مفاوضات هدنة غزة التي تُجرى بشكل غير مباشر بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة، بشكل رئيسي بسبب إصرار الاحتلال على التواجد في أكثر من 40% من مساحة القطاع الفلسطيني، وهو الأمر الذي رفضته الحركة.
وبعد هذا التعثر، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من وفد التفاوض المتواجد في الدوحة بـ”المرونة” بشأن مسألة انسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي سيطر عليها بعد استئناف القتال في مارس الماضي، بحسب القناة 13 العبرية.
وبحسب القناة، فإن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة حققت “تقدمًا كبيرًا” خلال الساعات الماضية، وأن “الطريق بات ممهدًا” أمام إبرام اتفاق لـ60 يومًا يقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء وجثث 18 آخرين.
وقال مسؤول إسرائيلي للقناة الـ13، إن التقدم حدث عقب قرار نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) حول إبداء مزيد من المرونة والاقتراب أكثر من موقف حماس، خاصةً فيما يتعلق بالتواجد العسكري في قطاع غزة.
ولكن دار الحديث عن انسحاب “مؤقت” فقط مع نية العودة إلى القتال بعد انتهاء مدة الـ60 يومًا، إذ لا يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي في إنهاء الحرب، وفقًا لما قاله مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات للقناة العبرية ذاتها.
وبموجب الخطة الثالثة التي قدمتها إسرائيل، الاثنين، حول انتشار قواتها في غزة طوال فترة الـ60 يومًا، فإن تل أبيب ستقلص وجودها العسكري إلى منطقة عازلة بعرض كيلومترين على طول الحدود الجنوبية قرب رفح، وفقا لما ذكره مصدران لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية.
وفي السابق، كانت إسرائيل تصر على بقاء قواتها العسكرية في منطقة عازلة بعرض 3 كيلومترات قرب مدينة رفح، بالإضافة إلى ممر موراج الذي يفصل رفح عن خان يونس جنوبي القطاع.
بينما ترفض حماس خطة التواجد الإسرائيلي، وتطالب بانسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي سيطرت عليها بعد استئناف القتال في مارس الماضي.
مسألة توزيع المساعدات
بجانب مسألة تحديد نطاق تواجد قوات الاحتلال، فإن هناك مسائل خلافية أخرى لا تزال تعطل التوصل لهدنة، ومنها طريقة توزيع المساعدات في غزة، إذ ترفض حماس أن تتولى “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تلك المهمة، وتشدد على ضرورة دخول المساعدات إلى القطاع وتوزيعها عبر وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الأربعاء، بإغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية”، واتهمها بأنها أداة أمنية واستخباراتية خطيرة صُمِمت لخدمة أجندات الاحتلال.
وقالت حكومة غزة، إن المؤسسة دعت المواطنين لتسلّم مساعدات جنوب القطاع ثم أغلقت البوابات لخنقهم، وإنها وجنود الاحتلال رشوا غاز الفلفل الحارق وأطلقوا النار على المجوّعين. مشيرة إلى أن أكثر من 870 شهيدًا وأكثر من 5,700 جريح نتيجة ممارسات المؤسسة الأمريكية.
وبعد أشهر من الانقطاع، عادت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة في 6 يوليو الجاري، في محاولة لإنهاء حرب غزة الدائرة منذ أكتوبر 2023 والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 58 ألف فلسطيني وإصابة 138 ألفًا آخرين.