أخبار العالم

د. الأنصاري يؤكد ضرورة تكييف البيئة الصفية لتلبية الاحتياجات الخاصة لأطفال نقص الانتباه وفرط الحركة

[


]

أكد أستاذ الطب النفسي بجامعة الخليج العربي، استشاري الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين، الدكتور أحمد مال الله الأنصاري، ضرورة تكييف البيئة الصفية وأساليب التعليم لتلبية الاحتياجات الخاصة للأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD). موضحًا خلال ورشة عمل نظمها مركز جامعة الخليج العربي لخدمة المجتمع والاستشارات والتدريب والتعليم المستمر حول “المعالجة الصفية لأطفال نقص الانتباه وفرط الحركة” أن هؤلاء الأطفال يواجهون صعوبات في التركيز والتنظيم والتحكم في الاندفاعات، والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة، وهو الأمر الذي يتطلب معالجة صفية لدعم تعلمهم وتطورهم السلوكي والاجتماعي.

وأشار الدكتور الأنصاري إلى أهمية تثقيف المعلمين وجميع المعنيين بكل ما يخص ADHD، ليساعدهم على فهم سلوك الطفل وليس اعتباره سوء تصرف، وذلك من أجل تعزيز العلاقة الإيجابية بين المعلم والطفل التي تشكل أساسًا للتدخل الناجح.

وقال: “من أجل تهيئة بيئة صفية مناسبة للطلاب المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يجب تقليل مصادر التشتت داخل الصف، كجلوس الطالب بعيدًا عن النوافذ أو الأبواب، مع إبقائه قريبًا من المعلم لتسهيل التوجيه والمتابعة”. مشيرًا إلى أهمية استخدام إشارات بصرية وصوتية تساعد في تنظيم التنقل بين الأنشطة اليومية.

وأضاف: “من المهم تقسيم المهام الطويلة إلى خطوات قصيرة ومترابطة، واستخدام جداول بصرية أو بطاقات مصورة لتوضيح تسلسل اليوم الدراسي”، مشيرًا إلى ضرورة تقديم التعليمات بشكل واضح، خطوة بخطوة، مع التكرار والتأكيد لضمان الفهم الكامل.

وحول إدارة الوقت، أشار إلى أن “استخدام مؤقتات بصرية يُسهم في تعزيز إدراك الطفل لمرور الوقت، مع الحرص على تقديم فترات استراحة قصيرة خلال المهام المطولة لتجديد التركيز والطاقة”، وقال أيضًا: “نركز على التعزيز الإيجابي، من خلال تقديم مكافآت فورية كوسيلة لتحفيز السلوكيات الإيجابية، سواء عبر نجمة أو ملصق أو تشجيع لفظي، كما نستخدم جداول تعزيز مثل جدول النجوم، لتدعيم هذه السلوكيات”.

وبيّن أنه “في حال ظهور سلوكيات غير مناسبة، نُفضل تجاهل التصرفات البسيطة غير الضارة، مع تطبيق عواقب منطقية واضحة دون صراخ أو تهديد”. مؤكدًا أن “الروتين الثابت والواضح يساعد بشكل كبير الأطفال المصابين بـ ADHD على الشعور بالأمان والوضوح”.

وفي السياق ذاته، شدّد على أهمية الجانب الاجتماعي، قائلاً: “نعمل على تعزيز العلاقات الإيجابية داخل الصف، من خلال تشجيع اللعب التعاوني، وتعليم مهارات حل النزاعات بشكل مباشر، إلى جانب مراقبة تفاعل الطفل لضمان عدم تعرضه للعزلة أو التنمر”، لافتاً إلى ضرورة الشراكة مع الأسرة والمتخصصين، قائلاً: “التعاون المستمر مع أولياء الأمور والأخصائيين النفسيين أمر بالغ الأهمية. نحرص على عقد اجتماعات دورية لمتابعة تقدم الطفل، وقد نلجأ أحيانًا إلى تدخلات علاجية خارجية، سواء كانت دوائية أو سلوكية، بحسب ما تقتضيه الحالة”.

شارك في الورشة أكثر من 60 مشاركًا من وزارة التربية والتعليم، وأفراد خدمة المجتمع بوزارة الداخلية، وبعض مراكز التأهيل ومنتسبي الجمعية البحرينية لنقص الانتباه وفرط الحركة. إذ استعرضت الورشة أساسيات المعالجة الصفية، والإدارة، ومشاركة البيت والإدارة العليا في خطة العمل، وحساب كيفية استخدام المعززات بطريقة فعالة، وتنظيم البيئة الصفية والمدرسية بشكل عام.

وهدفت الورشة إلى الارتقاء بمهارات وقدرات العاملين في المدارس والمراكز التأهيلية، خصوصًا الذين لديهم علاقة مباشرة بالأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة والمهتمين بالموضوع من الاختصاصيين والإدارة المدرسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock