قالت صيدلاني إكلينيكي وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. ليلى العالي إن موسم عاشوراء في مملكة البحرين يُمثّل فرصة إيمانية وروحانية عظيمة، إلا أنه يتطلب في الوقت ذاته وعياً صحياً عالياً، خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة والفئات الأضعف صحياً، مثل كبار السن ومرضى القلب والسرطان والسكري، داعية إلى وضع خطة إرشادات صحية ودوائية لضمان السلامة خلال “عاشوراء”.
وأضافت أنه مع حلول أيام عاشوراء، يتوافد الناس في البحرين لإحياء عاشوراء في أجواء إيمانية وروحانية، في ظل ما تتميّز به البحرين، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بخصوصية وحرية دينية راقية، حيث تُقام هذه المراسم بروح من النظام والسلام، وبجهود متكاملة بين الجهات الرسمية والمجتمعية.
وتابعت أن وزارة الصحة تولي هذا الموسم اهتماماً خاصاً، من خلال التوعية وتوفير الإرشادات الصحية والدوائية الضرورية، لتأمين مشاركة آمنة في أجواء عاشوراء، مؤكدة أن الوزارة تعمل على التنسيق مع الجهات المختلفة لضمان بيئة صحية منظمة.
وأوضحت د. ليلى العالي أن من أبرز ما يجب التنبه له هو انتظام تناول الأدوية، مشيرة إلى أن بعض المرضى قد يغفلون عن تناول أدويتهم في مواعيدها بسبب الانشغال بالشعائر، ما قد يسبب مضاعفات صحية خطيرة، مثل انخفاض أو ارتفاع مستويات السكر لدى مرضى السكري، أو التعرض للإجهاد وضغط الدم المرتفع لدى مرضى القلب.
ونبّهت إلى ضرورة اصطحاب المرضى أدويتهم خلال المشاركة، والحرص على شرب كميات كافية من الماء، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وشددت الصيدلانية على أهمية توخي الحذر من العدوى التنفسية، حيث تُعد التجمعات الحاشدة بيئة مثالية لانتشار الإنفلونزا ونزلات البرد، داعيةً إلى ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، استخدام المعقمات بانتظام، وتجنّب مشاركة الأدوات الشخصية، مع الامتناع عن المشاركة في حال وجود أعراض مثل الحمى أو السعال.
وأكدت على أهمية استشارة الطبيب بالنسبة لمن يتناولون أدوية مميعة للدم مثل الوارفارين والأبيكسابان، أو مرضى الهيموفيليا والسرطان، قبل الانخراط في طقوس قد تسبب نزيفاً أو مضاعفات خطيرة.
وأشارت إلى أن أخذ اللقاحات الوقائية يُعد من الوسائل الفعالة في تقليل خطر العدوى، لافتة إلى أن من أهم هذه اللقاحات: لقاح الإنفلونزا الموسمية، لقاح الكزاز، ولقاح التهاب الكبد (ب)، لا سيما للمشاركين في مواكب الخدمة أو الأنشطة التي تتضمن استخدام أدوات حادة.
وحذّرت الصيدلانية من التهاون في التعامل مع الأطعمة المقدمة في المواكب، مؤكدة على ضرورة التأكد من سلامة الطعام وتخزينه بطريقة صحيحة، للحد من حالات التسمم الغذائي التي قد تظهر على شكل إسهال، غثيان، أو آلام في المعدة، مطالبة بزيارة الطبيب فوراً في حال ظهور الأعراض.
وفيما يخص الصائمين، دعت الصيدلانية إلى اتباع إرشادات وزارة الصحة المنشورة عبر منصاتها، حول الطريقة الصحيحة لتناول الأدوية أثناء الصيام، بما يراعي الحالة الصحية للمريض والصيام معاً.
وخلصت إلى التأكيد على أن الحفاظ على النفس عبادة، وأن التقيّد بالإرشادات الصحية لا يتعارض مع أجواء الإحياء، بل يعكس وعياً وإيماناً عميقين، مشددة على أن “المشاركة لا تعني المخاطرة، والمحبة لا تعني إيذاء النفس”.