هل يستطيع ترامب كبح نتنياهو؟.. أوراق الضغط الممكنة لإنهاء حرب غزة
05:41 م
الأحد 29 يونيو 2025
كتب – محمد جعفر:
في تطور جديد على صعيد جهود إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، نقلت وكالة “رويترز” اليوم الأحد، عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله: “أنجزوا الاتفاق بشأن غزة واستعيدوا الأسرى” في إشارة منه إلى ضرورة إنهاء الحرب الدائرة منذ ما يقارب العامين، كما أشار منذ أيام قليلة إلى احتمالية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة خلال الأسبوع الجاري.
ووجه ترامب دعوة صريحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: “على نتنياهو أن يوقف القتال فوراً، فاستمرار الحرب لن يجلب سوى المزيد من الألم والمعاناة”، ومن جهته، أبدى نتنياهو استعداده لمناقشة وقف القتال حيث رد قائلًا: “شكرا ترامب معا سنجعل الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى”.
هذا التصعيد في الضغط الأمريكي يأتي في ظل تحذيرات عسكرية إسرائيلية من أن استمرار العملية البرية في غزة قد يعرض حياة الأسرى للخطر، ما يعزز الحاجة إلى تسوية عاجلة، ويطرح أيضًا سؤالًا ملحًا عن ماهي الأوراق التي يمتلكها ترامب للضغط على نتنياهو لوقف الحرب في غزة؟.
الإمداد العسكري ورقة ضغط أمريكية
وفقًا للدكتور إحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهوري وأستاذ العلوم السياسية بجامعة “مورى ستايت” الأمريكية، فإن ترامب لا يزال يحتفظ بعدة أوراق ضغط مؤثرة في المشهد الإسرائيلي، أبرزها ورقة الدعم العسكري والمالي الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل سنويًا، إذ ظهر مدى أهمية ذلك الدعم على مدار عامين قريبًا، منذ بداية حرب غزة وحتى الحرب الأخيرة مع إيران.
وأضاف عضو الحزب الجمهوري في تصريحات لـ”مصراوي”، أن واشنطن تمد الكيان الإسرائيلي بالمعدات العسكرية اللازمة لخوض الحرب، إلا أنها برغم ذلك الإمداد إلى أن تل أبيب قد تواجه خطرًا كبيرًا في حال تعذرت إمدادات الأسلحة، وهو ما قد ظهر في حرب إيران مع إسرائيل بعدما استنفذت الكثير من المخزون الإسرائيلي للمعدات الدفاعية للصورايخ الإيرانية، مشيرًا إلى أن تلك المعدات تمثل جزءًا كبيرًا في المعادلة.
الدفاع عن جرائم الاحتلال في غزة
بالإضافة إلى الدعم العسكري، يشير الدكتور الخطيب إلى أن الولايات المتحدة، خاصة خلال عهد ترامب، وفّرت غطاءً سياسياً غير مشروط لإسرائيل في المحافل الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، والدفاع عن تل أبيب ضد الإدانات الدولية لها بسبب عدوانها في غزة، مشيرًا إلى أنه في حال لوّح ترامب بسحب هذا الغطاء فقد يشكل ذلك ضغطًا كبيرًا على حكومة نتنياهو، لا سيما مع اتساع الانتقادات الأوروبية والعالمية للممارسات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
إلى جانب ذلك، يرى الدكتور علي الأعور، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن ترامب يولي اهتمامًا خاصًا بملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، مؤكدًا أن ذلك يمثل مدخلاً مهمًا لوقف إطلاق النار، إذ يمكن استثماره للضغط على نتنياهو من أجل إبرام صفقة تبادل أو هدنة إنسانية، خصوصًا في ظل وجود ضغط داخلي متزايد داخل إسرائيل يطالب بعودة الأسرى بأي ثمن.
ويضيف الدكتور علي الأعور في تصريحات لـ”مصراوي”، بعدًا آخر لهذا التأثير المحتمل، يتعلق بجانب شخصي أكثر حساسية، إذ أبدى ترامب في تصريحات سابقة انزعاجه من استمرار محاكمة نتنياهو بتهم فساد، حتى في خضم الحرب، داعيًا إسرائيل للعفو عن نتنياهو من الجرائم الموجهة إليه.
العفو مقابل إنهاء الحرب
ويرى الخبير في الشأن الأمريكي، أن ترامب يمكن أن يوظف هذه الورقة لصالحه عبر تقديم دعم سياسي علني لنتنياهو مقابل تقديم الأخير تنازلات في ملف الحرب التي يحاول نتنياهو إطالة أمدها قدر الإمكان للهروب من المحاكمة.
وأشار “الأعور” أيضًا إلى أهمية الرأي العام الإسرائيلي في هذه المعادلة، إذ تشهد المدن الإسرائيلية احتجاجات متزايدة تطالب بوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى، وقد يستثمر ترامب هذه الأجواء، إما بالتواصل مع قوى إسرائيلية مؤثرة، أو عبر استخدام المنصات الإعلامية القريبة منه في الولايات المتحدة لدفع نتنياهو نحو خيارات أقل تصعيدًا.
واختتم الدكتور على الأعور حديثه بأن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تتمثل في شبكة من المصالح والرهانات المتبادلة، وقد يسعى الرئيس الأمريكي بقوة لتوظيف ملف غزة وإنهاء الحرب كورقة داخلية وخارجية، يروّج من خلالها لصورة “الرئيس القوي القادر على إيقاف الحروب”، الذي يستحق جائزة نوبل للسلام بعدما بذله من جهود لوقف الحروب الدائرة على الساحة العالمية.