أخبار العالم

مقاومة الإنسولين.. خلل صامت يمهّد الطريق للسكري وأمراض القلب

[


]

مقاومة الإنسولين ليست مجرد حالة ناجمة عن “السكر” أو “الوزن”، بل هي متلازمة معقدة ناتجة عن تداخل عوامل التهابية، جينية، وهرمونية، وفهم الأسباب والتشخيص المبكر يمهّد الطريق لعلاجات أكثر تخصيصًا ودقة، ويجعل الوقاية والتدخل المبكر أكثر فعالية في مواجهة السكري وأمراض القلب.

وهي حالة فسيولوجية تفقد فيها خلايا الجسم وخاصة خلايا العضلات، والكبد، والأنسجة الدهنية قدرتها على الاستجابة بشكل فعال لهرمون الإنسولين، مما يعني أن كمية الإنسولين الطبيعية لم تعد كافية لإدخال الجلوكوز (السكر) إلى داخل الخلايا، وبالتالي يرتفع مستوى الإنسولين في الدم كمحاولة تعويضية من البنكرياس، وتبقى مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة، مما يؤدي مع مرور الوقت إلى خلل في التوازن الأيضي وتطور أمراض مثل السكري من النوع الثاني، والكبد الدهني وغيرها من أمراض القلب والأوعية.

كيف يمكن تشخيص مقاومة الأنسولين؟

هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على المريض غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، لكن هناك بعض العلامات التحذيرية من بينها الإرهاق المزمن، الجوع المفرط، صعوبة في إنقاص الوزن، اسوداد الجلد في بعض المناطق، ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول.

ويتم تشخيص المرض من خلال مجموعة من التحاليل وهي تحليل الجلوكوز الصائم، اختبار تحمل الجلوكوز (OGTT)، الهيموغلوبين السكري (HbA1c)، مؤشر مقاومة الإنسولين (HOMA-IR): يُحسب باستخدام قيم الجلوكوز والإنسولين الصائمين.

أسباب مقاومة الأنسولين

في حالة مقاومة الإنسولين، تصبح الخلايا أقل استجابة لهذا الهرمون كرد فعل، ويزيد البنكرياس من إفراز الإنسولين للتعويض والحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن المعدل الطبيعي، مع مرور الوقت، قد يعجز البنكرياس عن مواكبة هذا الطلب الزائد، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم وتطور داء السكري من النوع الثاني.

ومن أهم أسباب المرض، هناك عدة عوامل في مقدمتها الوراثة: وجود تاريخ عائلي لمقاومة الإنسولين أو السكري، والسمنة، خاصةً مع تراكم دهون البطن التي تزيد الدهون الحشوية من الالتهاب والمركبات الأيضية التي تضعف عمل الإنسولين، وقلة النشاط البدني، النظام الغذائي: الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة والسكر تزيد من مقاومة الإنسولين، الضغط النفسي المزمن واضطرابات النوم، إلى جانب حدوث بعض الأمراض الهرمونية: مثل متلازمة تكيس المبايض ، والتقدم في العمر.

دور الأنسجة في مقاومة الإنسولين

هناك علاقة وثيقة بين الأنسجة ومقاومة الأنسولين، نستعرضها في الجدول التالي:

العضلات الكبد الأنسجة الدهنية

• المسؤول عن 70–80% من امتصاص الجلوكوز بعد الأكل.

• مقاومة الإنسولين تقلل دخول GLUT4 إلى الغشاء، ما يُقلل من استخدام الجلوكوز.

• يُنتج الجلوكوز عبر التحلل الجليكوجيني وتكوين الجلوكوز (gluconeogenesis).

• مقاومة الإنسولين تمنع تثبيط هذه العمليات، مما يؤدي إلى ارتفاع الجلوكوز الصائم.

• يُفرز سيتوكينات التهابية (Adipokines) مثل Resistin و Leptin و Adiponectin.

• نقص Adiponectin يرتبط مباشرةً بضعف حساسية الإنسولين.

سبل علاج مقاومة الأنسولين

يمكن تحسين حساسية الجسم للإنسولين من خلال بداية التعامل مع المرض والتي ترجع إلى التغييرات في نمط الحياة من خلال ممارسة التمارين الرياضية والتمارين الهوائية وتمارين المقاومة التي تزيد من حساسية الخلايا للإنسولين، إلى جانب النظام الغذائي الصحي، الذي يتمثل في تقليل السكريات والكربوهيدرات المكررة، مع تناول أطعمة غنية بالألياف، والدهون الصحية، والبروتينات، وتجنب الأطعمة المصنعة والمقليات، وهو ما سيكون له أثر إيجابي في إنقاص الوزن: حتى فقدان 5-10% من الوزن يمكن أن يُحسن مقاومة الإنسولين، والنوم الجيد وتقليل التوتر.

وعلى النطاق الدوائي يمكن استخدام الميتفورمين (Metformin): يُستخدم في بعض الحالات لتحسين حساسية الإنسولين، والأدوية الخافضة للضغط أو الكوليسترول حسب الحاجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock