عيون موسى في خطر.. الجفاف يهدد مياه المعجزة التاريخية بسيناء
02:52 م
الثلاثاء 22 يوليه 2025
جنوب سيناء – رضا السيد:
وسط صحراء سيناء الممتدة، وبالقرب من مدينة رأس سدر، تقع واحدة من أقدم الواحات التي شهدت معجزة إلهية، وتحوّلت إلى مزار ديني وتاريخي يقصده السائحون وطلاب الروح قبل الجسد.. إنها منطقة عيون موسى، التي انبثقت فيها المياه من صخور الأرض استجابة لدعوة نبي، لتروي ظمأ بني إسرائيل في رحلتهم عبر التيه.
لكن اليوم، وبعد آلاف السنين، توشك العيون أن تصمت إلى الأبد فبحسب أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء، فإن 8 من أصل 12 عينًا كانت تتدفق بالماء العذب قد اختفت تمامًا تحت الرمال، فيما جفّت اثنتان أخريان، وبقيت فقط عينان تحتضنان ما تبقى من أثر الماء.. لا تصلحان للشرب، ولا يكاد الزائر يسمع فيهما خريرًا.
ويقول “الشيخ” إن هذه البقعة كانت منذ سنوات قليلة المحطة الأولى للرحلات السياحية القادمة من القاهرة إلى منتجعات خليج العقبة والسويس، حيث يتوقف السائحون في واحة تتوسطها نخيلٌ كثيف، ومياهٌ تنبع من التاريخ، وهدوء مفعم بالخرافة والأسطورة.
ووفقًا للدراسات الأثرية، فإن هذه العيون نشأت عقب معجزة نبي الله موسى عليه السلام، عندما ضرب الحجر بعصاه فانفجرت منه 12 عينًا بعدد أسباط بني إسرائيل، وجاء توزيعها متباعدًا ليشرب كل سبط من عين منفصلة دون تزاحم.
لكن العيون الآن، كما يروي “الشيخ”، تئن من الإهمال والجفاف، وتحتاج المنطقة إلى مسح جيولوجي عاجل يعيد اكتشاف العيون المدفونة تحت الرمال، بعد أن طمرتها سنوات من التراخي والهبوط الأرضي.
ويأمل أبناء المنطقة أن تعود “عيون موسى” إلى الحياة، ليس فقط كرمز ديني وتاريخي، ولكن كنبضٍ سياحي وروحي يعيد إلى سيناء بريقها، ويبعث في أرضها القديمة دماء جديدة من الاهتمام والرعاية.