“طلقة في لحظة عبث”.. نهاية مأساوية للطفل أدهم حلمي والعدالة تحسم الجدل
09:14 م
الأحد 27 يوليه 2025
كفر الشيخ – إسلام عمار:
لم يكن الطفل أدهم حلمي أنيس يُدرك أن زيارته لأصدقائه ستنتهي بإصابته برصاصة في الرأس، أنهت حياته، وهزّت الرأي العام في محافظة كفر الشيخ، ووضعت ثلاثة أطفال أمام محكمة الجنايات، ليُسدل الستار أخيرًا على واحدة من أكثر القضايا إيلامًا في قضايا الأحداث بمصر.
ونستعرض عبر موقع “مصراوي”، آخر التطورات في واقعة “مقتل الطفل أدهم”، تزامنًا مع إصدار حكم جديد، اليوم الأحد، من قِبل محكمة جنايات الطفل بكفر الشيخ، والتفاصيل الكاملة للحادث، وذلك خلال السطور التالية:
– حكم المحكمة.. عدالة بنكهة الحزن
قضت محكمة جنايات الطفل بكفر الشيخ، اليوم الأحد، بإيداع الطفل المتهم الرئيسي “زياد.ر” إحدى دور الرعاية، بعد تحميله المسؤولية الجنائية عن مقتل صديقه أدهم إثر طلق ناري خرج عن طريق الخطأ من سلاح ناري غير مرخص.
وقررت المحكمة تبرئة الطفلين الآخرين المتهمين في القضية ذاتها، بعدما قدم دفاع أسرة المجني عليه مستندات قانونية وشهادات تؤكد أن المسؤولية تقع على المتهم الأول وحده، في مشهد قانوني خيم عليه الحزن أكثر من الرضا.
– مأساة طفل انتهت برصاصة في الرأس
في 27 أبريل الماضي، كان كل شيء طبيعيًا.. ثلاثة أطفال اجتمعوا في منزل أحدهم بمنطقة البرلس في غياب الأهل. لم تكن النية إيذاء، بل مجرد عبث، حتى أحضر أحدهم طبنجة معدلة غير مرخصة تعود لوالده. لحظات من اللعب تحوّلت إلى مأساة عندما خرجت طلقة طائشة واستقرّت في رأس أدهم.
سقط الطفل على الأرض بينما وقف أصدقاؤه في صدمة. وبعد لحظات من الذهول، حاولوا إنقاذه، فقاموا بسحبه خارج المنزل لطلب المساعدة، لكن الإصابة كانت قاتلة.
– 10 أيام بين الحياة والموت
جرى نقل أدهم في حالة حرجة إلى مستشفى بلطيم التخصصي، حيث تم إدخاله إلى العناية المركزة، ومكث فيها 10 أيام يصارع الموت، قبل أن يُعلن عن وفاته يوم 7 مايو 2025، متأثرًا بنزيف في المخ ناجم عن دخول الرصاصة إلى الجمجمة دون خروجها، وفق التقرير الطبي الشرعي.
– السلاح لـ ولي الأمر
خلال التحقيقات، كشفت أجهزة الأمن أن السلاح الناري ملك لوالد الطفل المتهم الرئيسي، وجرى ضبطه لاحقًا. وأقرّ الأب بحيازته للسلاح المعدل دون ترخيص، مؤكدًا أن الواقعة تمت دون علمه أو وجوده بالمنزل.
على إثر ذلك، قررت النيابة حبس الأب “رمضان.ا” 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة حيازة سلاح غير مرخص، وهي تهمة لا تقل خطورة عما فعله الأبناء، حيث تسبب الإهمال في امتلاك سلاح مميت، في سقوط ضحية لم يتجاوز عمره 12 عامًا.
– فيديو مُسرب.. والغضب الشعبي
زاد الغضب الشعبي بعد تداول مقطع فيديو يُظهر جانبًا من الواقعة، ما أدى إلى تصعيد التحقيقات، ودفع وزارة الداخلية لإصدار بيان رسمي توضح فيه ما توصلت إليه التحريات بشأن الحادث.
وأكّد البيان أن السلاح المستخدم غير مرخص، وأن الواقعة تمت داخل منزل خاص، دون توافر النية المبيتة للقتل.
– أدهم.. ضحية جيل فقد أمان اللعب
لم يكن أدهم سوى طفل يحلم مثل أقرانه بمستقبل مشرق، لكن الرصاصة الملعونة لم تكتفِ بكتم صوته إلى الأبد، بل فتحت جراحًا في قلوب أسرة بأكملها، وألقت الضوء من جديد على خطورة الأسلحة غير المرخصة، وإهمال بعض أولياء الأمور في تأمين منازلهم.
– نهاية.. لكنها ليست الأخيرة
ربما طُويت صفحة قضية “أدهم حلمي” في دفاتر القضاء، لكنّها ستبقى في ذاكرة أهالي كفر الشيخ صرخة وجع لم تُسمع في وقتها، ودرسًا لا يجب أن يُنسى: حين يغيب وعي الكبار، يدفع الصغار الثمن.