10:00 م
الثلاثاء 22 يوليه 2025
القليوبية – أسامة عبدالرحمن:
في منزل يجمع بين دقة الهندسة وعمق الطب، انطلقت فرحة عارمة بإعلان اسم الطالب عمر إسلام محمد جلال الدين ضمن كوكبة الأوائل، حاصدًا المركز الرابع على مستوى الجمهورية في شعبة الرياضيات.
لم يكن هذا التفوق مجرد إنجاز شخصي، بل هو فصل جديد في مسيرة عائلية تقوم على العلم، وتتويج لحلم خطط له “عمر” منذ سنوات: أن يسير على خطى والده ويصبح “مهندسًا كبيرًا”.
“حلمي أن أكون مهندسًا كبيرًا”، بهذه الكلمات البسيطة والعميقة بدأ “عمر” حديثه، مؤكدًا أن الفضل الأكبر بعد الله يعود لوالديه، اللذين وفرا له بيئة مثالية من الدعم النفسي والمعنوي، وشكلا معاً منظومة نجاح متكاملة.
بيئة علمية متكاملة
لم يكن هذا التفوق وليد الصدفة، فقد نشأ “عمر” في بيئة علمية بامتياز، فوالده مهندس مدني كان له بمثابة القدوة والملهم، ووالدته التي تعمل دكتورة في علم الأمراض (الباثولوجي)، وهو تخصص طبي دقيق يُعنى بتحليل الأنسجة وتشخيص الأمراض على المستوى الخلوي، مما يعكس بيئة منزلية قائمة على الدقة العلمية والتحليل المنهجي.
وراء كل قصة نجاح تحدٍ كبير، وكان التحدي الأبرز لـ”عمر” هو مادة اللغة العربية، نظرًا لأن مساره الدراسي كان يعتمد على اللغة الإنجليزية في كافة المواد العلمية. إلا أنه تمكن من تجاوز هذه العقبة بفضل الدعم الأسري والتركيز الشديد.
شخصية لا ترضى إلا بالقمة
كشف والد الطالب أن التفوق لم يكن مفاجئًا، إذ إن نجله اعتاد على حصد المراكز الأولى في جميع المراحل التعليمية، وكان “يصيبه حزن شديد إذا لم يحصل على الدرجات النهائية”. هذا الشغف بالكمال يعكس شخصية لا ترضى إلا بالقمة.
وأضافت والدته أن الأسرة حرصت على توفير الأجواء المناسبة، لكنها أشارت إلى سر آخر من أسرار تفوقه، وهو كونه حافظاً للقرآن الكريم، الأمر الذي ساعده كثيراً على تنمية قدراته على التركيز والصفاء الذهني، ليثبت أن التفوق الأكاديمي يتكامل مع البناء الروحي والأخلاقي.