فريق إسعاف ينقذ طفلًا توقف قلبه بصعقة من كولدير مياه بالشرقية
07:21 م
الخميس 03 يوليو 2025
الشرقية – ياسمين عزت:
في لحظة خاطفة من يوم شديد الحرارة، توقّف قلب طفل يبلغ من العمر 12 عامًا فجأة، بعدما اقترب من “كولدير مياه” ظنه مصدرًا للارتواء، لكنه تحوّل إلى فخ كهربائي كاد يُنهي حياته.
الصعقة الكهربائية القوية تسللت إلى جسده المبلل، فسقط أرضًا بلا نبض ولا نفس. لم يكن هناك وقت للانتظار، حيث شاهده أحد المارة فحمله سريعًا داخل “توك توك”، وانطلق به إلى نقطة الإسعاف الأقرب في كفر العزازي، التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية.
في دقائق معدودة، وصل الطفل إلى نقطة الإسعاف، وكانت سيارة الإسعاف رقم 2215 في الموقع، حيث بادر الفريق الطبي ببدء عمليات الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) فورًا.
قاد المحاولة المسعف حمادة عبد الرحمن محمد وفني القيادة إبراهيم سعودي مهدي، بالتنسيق مع مشرفي الطوارئ في الإقليم والقطاع، حيث لم يكن هناك مجال للأسئلة، بل تحركوا فور سماع العبارة الحاسمة: “صعقة كهربائية”.
بدأت الخطوات المتلاحقة: ضغطات متتالية على الصدر، تنفس صناعي، ثم نُقل الطفل داخل سيارة الإسعاف، التي تحوّلت إلى وحدة إنعاش متنقلة. تم توصيل جهاز المونيتور ومُعِدّات الصدمات الكهربائية (AED)، لتبدأ محاولة إعادة تشغيل القلب: صدمة أولى، ثم ثانية.
كادت المؤشرات الحيوية تُعلن النهاية، وتوقّف القلب كليًا، لكن الأمل لم يتوقف.
فجأة، ظهرت نبضة… خافتة لكنها حقيقية.
قلب صغير قاوم، واستجابت المؤشرات. وعند الوصول إلى مستشفى أبو حماد العام، كان الطفل قد عاد إليه النبض، ضعيفًا لكنه صامد، وتم تسليمه إلى الفريق الطبي لاستكمال الرعاية.
وأكد الدكتور أحمد عباس، مدير إسعاف الشرقية، أن سرعة الاستجابة وكفاءة تنفيذ بروتوكولات الإنعاش كانت السبب في إنقاذ الطفل، قائلًا: “ما حدث ليس مجرد تدخل إسعافي، بل تجسيد حي لأهمية التدريب المستمر والاستعداد الكامل. فالمواقف الحرجة هي التي تبرز قيمة الجاهزية الحقيقية”.