02:05 م
الثلاثاء 29 يوليو 2025
القاهرة- مصراوي:
اقتحمت مجموعة مسلحة من قوات الحشد الشعبي العراقي مبنى دائرة الزراعة في حي الدورة بجانب الكرخ من العاصمة العراقية بغداد، أثناء انعقاد اجتماع إداري بمشاركة المدير الجديد الذي كان من المقرر أن يتسلم مهامه رسميًا، يوم الأحد الماضي، ما تسبب في حالة من الذعر بين الموظفين، ودفعهم إلى طلب تدخل القوات الأمنية.
عند وصول الشرطة إلى الموقع، تعرضت لإطلاق نار مباشر من قبل المسلحين، ما أدى إلى إصابة عدد من الضباط والمنتسبين، وأسفر الاشتباك عن مقتل شرطي برتبة نقيب، ومدني “سائق تاكسي”، بالإضافة إلى أحد عناصر المجموعة المسلحة، فيما تم اعتقال 14 شخصًا من المهاجمين.
وأوضحت وزارة الداخلية أن المجموعة المسلحة اقتحمت الدائرة بالتزامن مع مباشرة المدير الجديد، دون تنسيق أو إذن قانوني، في محاولة لفرض الأمر الواقع بالقوة، مؤكدة أن المعتقلين ينتمون إلى اللواءين 45 و46 التابعين لهيئة الحشد الشعبي، وفق ما أعلنته قيادة العمليات المشتركة بعد التحقق من هوياتهم.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصادرها أن المسلحين مرتبطون بـ”كتائب حزب الله”، وهي من أبرز الفصائل المنضوية ضمن الحشد الشعبي، وتتمتع بنفوذ كبير في منطقة الدورة، مشيرة إلى أن ناصر الكتائب عارضوا تعيين المدير الجديد، ما أدى إلى تصاعد التوتر، وانتهى بمواجهة مسلحة مع قوات الأمن.
الحصيلة النهائية للاشتباك شملت سقوط 3 قتلى (شرطي، مدني، ومسلح من كتائب حزب الله)، وإصابة 6 من عناصر الكتائب، و8 من عناصر الشرطة، بينهم 3 ضباط.
بدوره أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمرًا بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في الحادث، وتحديد ظروف تحرك القوة المسلحة التابعة للحشد دون أوامر رسمية، ومحاولة السيطرة على دائرة حكومية بقوة السلاح، ومهاجمة قوات الأمن.
في اليوم التالي، أعلنت وزارة الداخلية اعتقال المدير السابق لدائرة الزراعة في الكرخ، بتهمة التورط المباشر في الحادث، مؤكدة أن المتهم أُودع التوقيف تمهيدًا لعرضه على القضاء، وشددت على أن أجهزتها لن تتهاون مع أي سلوك يمس بالأمن أو يهز هيبة الدولة.
وزارة الداخلية تلقي القبض على مدير الزراعة السابق في الكرخ لتسببه بحادث الاعتداء المسلحhttps://t.co/xdG27gs4jq pic.twitter.com/mN5zNgvBMd
— وزارة الداخلية العراقية (@socialmoigoviq) July 28, 2025
من جهتها، أصدرت كتائب حزب الله بيانًا اعتبرت فيه أن ما جرى كان نتيجة اشتباك غير مقصود، سببه نزاع على المنصب الإداري، تطور بعد تدخل حماية المدير المقال وأقاربه.
ونفى البيان مسؤولية الكتائب عن الاشتباك، محذرًا من تصعيد يخدم “أجندات خبيثة” تسعى لتأجيج الصراع بين الأجهزة الحكومية.
ودخلت السفارة الأمريكية، أمس الإثنين، على خط قضية الصدامات المسلحة التي دارت، أول من أمس، بين عناصر من الحشد وقوات أمنية، بسبب الصراع على منصب في دائرة الزراعة ببغداد، متهمةً علنًا “كتائب حزب الله” بالوقوف وراء هذه الصدامات.
ليست حربا ولا تمرينا تعبويا، بل مواجهات مسلحة بين قوات أمنية ومليشيات الحشد التي ترفض تعيين مدير جديد لإحدى دوائر وزارة الزراعة في السيدية جنوب #بغداد.
ولعل سائل من غير العراقيين يسأل: ولماذا هذه الحرب من قبل الحشد الشعبي لتعيين مدير دائرة زراعية؟!
والجواب يا عرب: لأن هذه… pic.twitter.com/NJuFdX3qCA— محمد أحمد الجميلي (@MdUbaida) July 27, 2025
وقالت السفارة في بيان: نقدم تعازينا لعوائل الضحايا الذين قُتلوا على يد (كتائب حزب الله)، وهي منظمة إرهابية مصنفة من قبل الولايات المتحدة، وتندرج ضمن (قوات الحشد الشعبي)، وذلك في 27 يوليو (تموز) بإحدى دوائر وزارة الزراعة في بغداد.
وتصنّف الولايات المتحدة عددًا من فصائل الحشد على قوائم الإرهاب، من بينها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، ما يُعقّد العلاقات بين بغداد وواشنطن، ويضع الحكومة العراقية في مواجهة ضغوط دولية متزايدة.
