أخبار العالم

قوانين الله فوق قوانين البشر

أميرة محمد البيطار

في ركنٍ ما من هذا العالم، هناك أُناس لا يعترفون بقانون، ولا يوقرون خلقاً، ولا يعرفون للضمير سبيلاً. يمضون في حياتهم كأنهم خُلقوا بلا قلب، لم يتذوقوا يوماً طعم التربية، ولم يدركوا معنى الإنسانية. لا يرون في الخطأ خطيئة، ولا في الأذى جريمة، يتصرفون بعبثٍ مطلق، كأن الكون ملعبٌ صغير خاضع لأهوائهم، والناس دُمى يتحكمون فيها بإشارة أو كلمة.

هم أولئك الذين تلوّثت أقوالهم وأفعالهم، لا يعرفون للحياء باباً، ولا للمروءة درباً. لا يشغلهم سوى بسط نفوذهم وإشباع نزواتهم، ولو كان ذلك على حساب الحق والكرامة. يزرعون الفوضى حيث حلّوا، وينسفون القيم حيث مرّوا، ثم يبتسمون في وجه الخراب، متوهمين أنهم أبطال ينتصرون.

غير أن ما يجهله هؤلاء أن فوقهم قوة لا تحدها قوة، وسلطان لا تعجزه قوة بشر. ينسون أن الظلم لا يدوم، وأن الفساد وإن طال به الأمد، فلن يفلت من يد العدل. ينسون أن لهذا الكون خالقاً لا يغفل، يزن كل شيء بميزانٍ دقيق، يُمهل ولا يُهمل، وأن لكل كلمة وفعلة حساباً لا مفر منه.

هؤلاء لا مكان لهم بين من ينشد النقاء، ولا يستحقون أن يكونوا جزءاً من دوائر تحرس الحق وتحفظ الكرامة، إبعادهم عن حياتنا ليس قسوة، بل حماية للنفوس من سمومهم، وضرورة لاستمرار إنسانيتنا في عالمٍ يحتاج لكل ذرة صدق ونبل.

فالحياة لا تقوم على الشر، ولا تُدار بالفوضى، هناك جزاء وعدل، هناك جنّة ونار، هناك خير يجب أن يسمو، وشر ينبغي أن يُكبح. ومن ظنّ نفسه فوق الجميع، سينتهي تحت التراب يُسأل عن كل ما ارتكب، ويُحاسب على ما اقترف.

يبقى على كل ذي قلبٍ نقي أن يُصلح ما استطاع، وأن يثبت على الحق، وألا يسمح لهؤلاء أن يكونوا ظلاً قاتماً في وضح النهار، أو سمّاً يفسد العسل في النفوس. فالحياة تستحق أن نحياها بكرامة، وأن نحيطها بالنقاء، بعيداً عن عبء أولئك الذين لا يعرفون معنى إنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock