هذا ما سببه حريق «سنترال رمسيس» من خسائر
[
]
تسبب حريق «سنترال رمسيس»، وسط القاهرة، الذي نشب مساء الاثنين، واستمر حتى صباح الثلاثاء، في خسائر بالغة على عدة مستويات، تتعلق بالاتصالات والإنترنت والخدمات المصرفية، فضلاً عن 4 وفيات وعشرات المصابين.
وأدى الحريق، الذي أشارت التحقيقات الأولية إلى اندلاعه بسبب «ماس كهربائي»، إلى وفاة 4 موظفين بالسنترال خلال تأدية عملهم حسب بيان رسمي من «الشركة المصرية للاتصالات». وحسب بيان وزارة «الصحة» بلغ عدد المصابين في الحريق 27 مصاباً تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة.
وفور وقوعه تسبب الحريق في عطل أصاب خدمات الاتصالات والإنترنت في القاهرة ومحافظات أخرى قريبة، وصل لذروته بقطع خدمات الإنترنت بشكل كامل عن الهواتف المحمولة لبعض الوقت قبل أن يتم استعادتها بشكل جزئي، فيما بقيت بعض الاتصالات بين الشبكات غير متاحة حتى ظهر الثلاثاء.
وتسبب الحريق في تعطيل خدمات الاتصال بالطوارئ مع قطع الحرارة عن التليفونات الأرضية في نطاق عدة أحياء بوسط القاهرة، فيما أعلنت وزارة الصحة أرقاماً بديلة للتواصل مع الإسعاف بالمحافظات مع عدم القدرة على الاتصال بالنجدة والجهات الطارئة.
وأدى تعطل خدمات الإنترنت إلى توقف خدمات المدفوعات الإلكترونية بشكل كامل، وعدم القدرة على الوصول إلى أي معاملات مالية، سواء من خلال تطبيقات البنوك أو تطبيقات المعاملات المالية، فيما واجه المترددون على البنوك (الثلاثاء) مشاكل في عدم القدرة على سحب الأموال من حساباتهم ببعض الفروع.
وقرر البنك المركزي بشكل مؤقت رفع الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي من فروع البنوك بالعملة المحلية إلى 500 ألف جنيه للأفراد والشركات بدلاً من 250 ألف جنيه في ضوء الظروف الاستثنائية الناتجة عن انقطاع خدمات الإنترنت.
وقررت البورصة المصرية تعليق التعاملات (الثلاثاء) على خلفية تأثر خدماتها بانقطاع الإنترنت، وأكدت في بيان أن قرار تعليق التعامل جاء لضمان تكافؤ الفرص بين المتعاملين.
وتسبب الحريق في إرباك بحركة التشغيل في مطار القاهرة الدولي على خلفية العطل في شبكات الاتصالات والإنترنت مما أدى لتأخير 33 رحلة جوية كان يفترض أن تقلع خلال الساعات الأولى التي تلت الحريق، حيث جرى إعادة جدولتها مرة أخرى بحسب بيان رسمي لوزارة «الطيران المدني» (الثلاثاء).
واشتكى عدد كبير من المواطنين من نفاد الأموال «الكاش» التي كانت بحوزتهم مع اشتراط أي مكان يرغبون في التعامل معه الحصول على الأموال نقداً، سواء كانت مطاعم أو محطات تزود بالوقود، في وقت توقف فيه السيستم الخاص بشحن عدادات الكهرباء، وتأثر تقديم الخدمات بعدد من الجهات الحكومية المرتبطة بالإنترنت في مصر.
ورغم إعلان الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي عدم تأثرها بالحريق ومشكلة الإنترنت، فإن غالبية القنوات العاملة لم تتمكن من البث المباشر على خلفية الحريق، بالإضافة إلى وجود صعوبات بالاتصالات أثرت على البث التلفزيوني لكن لم تتسبب في انقطاعه.
وتعهد وزير الاتصالات عمرو طلعت الذي قطع زيارة كان يقوم بها إلى جينيف للمشاركة في إحدى الفعاليات الدولية باستعادة الخدمة بشكل كامل خلال 24 ساعة منذ فجر الثلاثاء، لكن مهندسين تحدثوا لوسائل إعلامية استبعدوا حدوث الأمر خلال المهلة التي حددها الوزير لصعوبات تقنية.
وقال طلعت بعد تفقد موقع الحريق في تصريحات صحافية إنه جرى نقل كافة الخدمات إلى أكثر من سنترال لتعمل شبكة بديلة، مشيراً إلى أن سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة لأيام قبل أن يعود بشكل تدريجي.
ويُعد سنترال رمسيس العُقدة المحورية لشبكة الهاتف الثابت في مصر، ويربط بين شبكة القاهرة الكبرى وشبكات الأقاليم المختلفة، ويُمرر ما يقرب من 40 في المائة من حركة الاتصالات المحلية والدولية، سواء عبر الخطوط الأرضية التقليدية أو من خلال البنية التحتية الحديثة لشبكات الألياف الضوئية، ما يجعله عصب الاتصالات في البلاد.
كما يُمثل مركزاً رئيسياً في منظومة التحويلات الرقمية والدوائر الدولية، لاحتوائه على عدد كبير من المقاسم الرقمية التي تُستخدم في تحويل المكالمات وربطها بالشبكات العالمية، حسب بيانات مجلس الوزراء المصري.