“كيس سكر وبرقع مطرز”.. مشغولات بدوية تبهر السائحين في سانت كاترين



01:27 م


الأحد 20 يوليو 2025

جنوب سيناء – رضا السيد:

في قلب جبال سانت كاترين، حيث الهدوء والروحانية تلتقيان، تجذب المنتجات اليدوية البدوية أنظار السائحين من اللحظة الأولى، تلك المشغولات التي تنسجها نساء الوديان بخيوط من التراث والحب، تحكي قصصًا من الزمن الجميل، وتبوح بأسرار الصحراء.

في أحد المعارض بمدينة سانت كاترين، يقف محمود حامد، أحد المهتمين بترويج المنتجات اليدوية، يتحدث بحماس عن هذه الكنوز التي تصنعها أنامل نساء بدويات توارثن الحرفة جيلًا بعد جيل.

“البنت البدوية أول ما بتكبر، بتبدأ تتعلم من أمها فن التطريز، مش بس علشان تصنع فستان فرحها، لكن كمان علشان تشتغل وتكسب وتساعد بيتها”، هكذا قال محمود، مشيرًا إلى أن كل خيط وكل خرزة تحمل في طياتها جزءًا من هوية المكان وثقافته.

وتتنوع المنتجات بين الثوب السيناوي المزخرف للسيدات والجلباب والعقال للرجال، ويُرفق مع الثوب عادةً البرقع المطرز والإكسسوارات التقليدية، التي يحرص السائحون على ارتدائها خلال جولاتهم اليومية داخل المدينة، وبعضهم يحتفظ بها كتذكار نادر من قلب سيناء.

ولعل أكثر ما يلفت أنظار الزائرين تلك الحقيبة الصغيرة التي تحمل اسمًا غريبًا: “كيس سكر”، وهي مستديرة الشكل، تنسج بخيوط زاهية ويتدلى منها الخرز، وكانت النساء البدوية يستخدمنها قديمًا لحمل الشاي والسكر أثناء الترحال وجمع الأعشاب ورعي الماعز في عمق الوديان.

أما “الجنعة”، فتُعد من رموز الزينة البدوية، وهي قطعة قماش سوداء تُطرّز بألوان برّاقة، توضع على الرأس أثناء استقبال الضيوف أو عند الخروج، فيما يُعتبر السجاد اليدوي تحفة فنية قائمة بذاتها، تُنسج بخيوط الحرير أو القطن أو الصوف على النول اليدوي، وتحمل رسومات تعبّر عن طبيعة سانت كاترين الساحرة: الجبال، والخيام، ودير سانت كاترين.

يؤكد محمود أن قيمة هذه المشغولات لا تكمن في كونها منتجات فقط، بل في كونها قطعًا من الذاكرة والتراث، تروي حكايات نساء بدويات يعشن في قلب الصحراء ويُبدعن في صمت، تاركات للعالم بصمة لا تُنسى من هوية سيناء.

Exit mobile version