كيف تزوج رسول الله من السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب؟
[
]
يتساءل المسلمون عن قصة زواج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، خاصة وأن أبيها عمر هو من عرضها للزواج بعد موت زوجها حيث عاطفة الأبوة هي التي حركته خوفًا على ابنته، وعلينا أن نستلهم من تلك القصة العظات والعبر الطيبة التي قد تنفعنا في العصر الحديث.
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من حفصة
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب في شهر شعبان بالسنة الثالثة من الهجرة بعد انقضاء عدتها من موت زوجها خُنيس بن خذافة السهمي، حيث أشفق عليها أبيها عمر لأنها صارت بلا زوج في عز شبابها لذا دفعته مشاعر الأبوة أن يبحث لها على زوج مناسب ليطمئن عليها.
فلم يجد عمر بن الخطاب خيرًا من صاحبيه أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، حيث قال عمر: «أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا».
كيف تزوج الرسول من حفصة؟
وذهب عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشكو من عثمان، فقال له رسول الله: «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة»، لكن لم يكن يدري عمر ما يقصده النبي، فأكمل عمر حديثه قائلًا: «فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئًا وكنت أوجد عليه مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئًا؟ قلت نعم، فقال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن أفشي سر رسول الله ولو تركها لقبلتها».
وهنا فهم عمر بن الخطاب قصد رسول الله حين قال «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان»، بعدما نال شرف مصاهرة النبي، وكان يقصد رسول الله أن يتزوج من حفصة بنت عمر وعائشة بنت أبي بكر لتوثيق العلاقات بينه وبين أصحابه فعلاقة المصاهرة كانت من الصلات المتينة القوية عند العرب.