أخبار العالم

كيف يؤثر الاكتئاب على الجهاز المناعي؟

[


]

يُعد الاكتئاب اضطرابًا نفسيًا يؤثر بشكل مباشر ليس فقط على الحالة المزاجية للفرد، بل تمتد تداعياته لتشمل وظائف عدة أجهزة في الجسم، خاصة مع وجود علاقة وثيقة بين الصحة النفسية وكفاءة الجهاز المناعي، والاكتئاب المزمن يمكن أن يؤدي إلى ضعف المناعة، وزيادة التعرض للأمراض، وتفاقم المشكلات الصحية الأخرى.

الفرق بين الحزن والاكتئاب

الحزن الاكتئاب

يكون رد فعل في حالة التعرض لخسارة أو مشكلة ما

مرض عقلي يؤثر على المزاج

يحدث من وقت لأخر ويعدّ أمر طبيعي وجزء لا يتجزأ من الحياة

هو عبارة عن طريقة فهم الإنسان ونظرته لنفسه وللحياة

برغم تأثيره السلبي إلا أن الانسان يمكنه استكمال الحياة في ظل مشاعر الحزن

يشعر خلاله الأشخاص المصابين بالاكتئاب بفقدان الحيلة وفقدان الأمل وتمني الموت

يحدث في فترات متباعدة عادة ما يستمر لفترات طويلة فهو مرض طويل المدى

ما هو الاكتئاب وتأثيره المناعي؟

الجهاز المناعي هو شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل معًا لحماية الجسم من الكائنات الممرضة مثل الفيروسات والبكتيريا.

ويتكوّن الجهاز المناعي من مكونات رئيسية مثل كريات الدم البيضاء، الطحال، والعقد اللمفاوية، والعناية بالصحة النفسية تؤدي إلى تحسن واضح في كفاءة الجهاز المناعي، وعلاج الاكتئاب، سواء بالأدوية أو بالعلاج النفسي أو بأساليب الحياة الصحية، يمكن أن يُعيد توازن الجهاز المناعي ويقلل من مستويات الالتهاب.

كيف يؤثر الاكتئاب على الجهاز المناعي؟

يتسبب الاكتئاب في حدوث خلل في محور الغدة النخامية-الكظرية (HPA Axis)، فالاكتئاب يُنَشّط ما يُعرف بمحور HPA، ما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد.

ورغم أن الكورتيزول يساعد الجسم على التعامل مع التوتر، إلا أن ارتفاع مستواه بشكل مزمن يُضعف الجهاز المناعي ويقلل من فعاليته.

ومع تفاقم الاكتئاب يحدث التهابات عامة بالجسم، حيث إن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من ارتفاع مستويات السيتوكينات الالتهابية مثل: IL-6 وTNF-alpha، وهذه الجزيئات تُنتَج عادة كرد فعل على العدوى، لكن في حالة الاكتئاب المزمن، يُنتَج الكثير منها بشكل مفرط حتى دون وجود عدوى حقيقية، مما يسبب التهابًا مزمنًا قد يضر بالخلايا والأنسجة.

ويؤدي الاكتئاب كذلك إلى تثبيط إنتاج بعض أنواع الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية (T-cells) والخلايا القاتلة الطبيعية (NK cells)، التي تلعب دورًا أساسيًا في محاربة العدوى والأورام، وهذا التثبيط يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية وحتى بعض أنواع السرطان.

في ذات السياق، يؤدي الاكتئاب إلى حدوث تغييرات سلوكية تؤثر على المناعة، فالأشخاص المصابون بالاكتئاب غالبًا ما يعانون من اضطرابات في النوم، قلة النشاط البدني، وسوء التغذية وهو ما يؤدي إلى تدهور الصحة العامة والجهاز المناعي.

العلاج من الاكتئاب

لابد من اللجوء لطبيب في حالة الشعور بأعراض الاكتئاب لتحديد الدواء المناسب بشكل صحيح، حيث يقوم العلاج على الصعيد الدوائي والنفسي السلوكي، فالعلاج النفسي جزء لا يتجزأ من علاج الاكتئاب، إذ يساعد على تحديد المشكلة ووضع خطة علاجية متكاملة للتعامل مع المرض، بل وقد يتطلب الأمر الحجز بالمستشفى إذا تفاقم المرض.

ويضم العلاج النفسي عددًا من الأدوات من بينها العلاج السلوكي المعرفي (CBT): الذي يساعدك على التعرف على الأفكار السلبية وتغييرها، إلى جانب العلاج الديناميكي الذي يركز على الجذور النفسية للاكتئاب، والعلاج الجماعي أو الأسري.

أما الشق الدوائي فيكون من خلال تناول مضادات الاكتئاب مثل SSRI وفلوكستين، سيرترالين، SNRI، أو غيرها، ويحتاج الدواء من 2 إلى 6 أسابيع ليبدأ تأثيره، ولا يجب إيقافه أو تناوله فجأة دون استشارة الطبيب.

وفي ذات السياق لابد من إجراء تغييرات في نمط الحياة اليومي للمريض لإحداث فروق إيجابية في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة وتحديدا المشي أو التمارين المنتظمة التي ترفع من مستوى “الإندورفين””، بجانب اتباع نظام تغذية صحية من خلال تقليل السكر والأطعمة المصنعة، وزيادة أوميغا 3، بالإضافة إلى الاهتمام بجودة النوم والحفاظ على جدول نوم منتظم، إلى جانب الامتناع عن التدخين والكحول والمخدرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock