لبنان العزيز.. قبل أن تخبو الشعلة


ما تبقى من بؤر لحزب الله اللبناني يمتحن سيادة الدولة اللبنانية، وكل فشل للدولة في الامتحان وإن كان صغيراً يُعدّ مؤشراً مقلقاً يحول بيننا كخليجيين وبين اكتمال فرحتنا بتحرير لبنان مع الشعب اللبناني، كما يحول بين اللبنانيين أنفسهم وبين فرحتهم في استعادة كامل حريتهم والبدء في استعادة سيادتهم بالكامل على بقية تراب لبنان.

نعلم أن مسؤولية الحكومة اللبنانية مسؤولية جسيمة ووضعها صعب جداً والضغوط اللبنانية المحلية للإسراع من وتيرة إكمال المهمة سواء أكانت من الشعب اللبناني أو من حلفاء لبنان تزيد من التوتر، إنما التململ الذي يبديه اللبنانيون من -وقف حالهم- يسمع صداه الكل ويصل إلى مسامع الحلفاء الذين راهنوا على العهد الجديد ومازالوا حتى اللحظة، إنما الذي نعلمه أيضاً أن هذه الوتيرة البطيئة في استعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها وسلطاتها إن كانت سبباً لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية إلا أنها تسبّبت أيضاً في نجاح الحزب في استعادة مواقع نفوذ له خسرها في بداية العهد الجديد، وهذا هو المؤشر الأخطر.

فحادثة السفارة الإيرانية في بيروت التي أساءت فيها للمملكة العربية السعودية بشكل علني كانت (عامرة) برجالات الحزب اللبناني الذين وافقوا ضمنياً على تلك الإساءات بحضورهم وبقائهم وتُعدّ امتحاناً للدولة اللبنانية لم تنجح فيه مع الأسف، وكان ذلك مجسّاً للمضي قُدماً في توسيع دائرة المجسّات والامتحانات الأخرى لسيادة الدولة، حيث شجع فشل الدولة في هذا الامتحان أن عادت الصور التي أُزيلت من طريق المطار، ثم بعد ذلك عادت تحركات الفارّين من العدالة من الخليجيين والذين اتخذوا من حزب الله اللبناني خيمة تؤويهم خارج إطار الدولة اللبنانية منصة للإساءة للدول الخليجية.

هؤلاء ينشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لشنّ حملات ممنهجة ضد دول الخليج (من المعروف أن العديد من المطلوبين أمنياً في البحرين لجؤوا منذ أحداث 2011 لحزب الله في لبنان ومازال الحزب يؤويهم) وبالرغم من أننا اعتدنا على تحركات المطلوبين أمنياً في لبنان بحرية تامّة في الإساءة لدول الخليج، إنما استمرار نشاطهم حتى بعد العهد الجديد مؤشر مُقلق فعلاً يمتحن الدولة اللبنانية.

لأننا نحب لبنان نتمنى من لبنان العزيز ألا يستهين بتلك (الامتحانات) التي تبدو عرضية شكلية ليمد بها الحزب رجله رويداً رويداً ليسترد بها مواقع نفوذه على حساب سيادة الدولة، ونتمنى ألا تشغل الظروف الإقليمية الصعبة لبنان العزيز عن تنظيف تلك البؤر وتُعنى بها كعنايتها بسلاح الحزب المتبقي استكمالاً لما بدأه، فكلنا شوق للبنان العربي، كلنا شوق لأرزة لبنان الشامخة التي رأيناها في خطاب فخامة الرئيس جوزيف عون تلك كانت شعلة لا تتركوها لتخبو!!

Exit mobile version