من سد النهضة إلى غزة وروسيا.. هل يسعى ترامب حل أزمات العالم من أجل “نو
09:19 م
الإثنين 14 يوليه 2025
كتب- محمود الهواري:
في تحركات تعكس رغبته في لعب دور الوسيط الدولي، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق وعوده بالسعي إلى حل عدد من النزاعات المشتعلة حول العالم، بدءا من أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، مرورا بالحرب في أوكرانيا، وصولا إلى الصراع المزمن في قطاع غزة.
وخلال سلسلة لقاءات وتصريحات أدلى بها من البيت الأبيض، أبدى ترامب ثقته في قدرته على إبرام اتفاقات سلام تنهي أزمات طال أمدها، مؤكدا أن إدارته تعمل بنجاح على أكثر من جبهة، رغم تعثر كثير من المفاوضات على أرض الواقع.
وفي اجتماع عقده بالبيت الأبيض مع أمين عام حلف شمال الأطلسي الناتو مارك روته، يوم الاثنين، أعلن ترامب عزمه التدخل لحل النزاع القائم حول مياه النيل، قائلا إن واشنطن ستعمل على حل النزاع حول مياه النيل بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وفي اللقاء نفسه، لوح الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية مشددة على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال خمسين يوما، مشيرا إلى شعوره بخيبة أمل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفا “لست راضيا عن روسيا وأشعر بخيبة أمل من بوتين”.
أما بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد أكد ترامب أن واشنطن “تبلي بلاء حسنا” في ملف غزة، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل.
وأوضح ترامب أن مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يحقق تقدما قد يفضي إلى اتفاق قريب، رغم أن جهوده حتى الآن لم تؤد إلى نتائج ملموسة على الأرض.
ومع تأكيدات ترامب المتكررة حول قدرته على إبرام اتفاقات سلام تاريخية، تظل تساؤلات عديدة مطروحة حول دوافعه الحقيقية، خاصة مع تكراره الحديث عن جائزة نوبل للسلام، التي يرى أنه يستحقها أكثر من أي رئيس أمريكي آخر.
أواخر يونيو الماضي، تحدث ترامب عن إمكانية حصوله على جائزة نوبل للسلام، بعد جهوده التي وصفها بـ “التاريخية” لإنهاء العديد من النزاعات المسلحة والصراعات حول العالم، ومن بينها “الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا نتيجة سد ضخم بنته إثيوبيا بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل”.
وكتب ترامب في منشور على حسابه بمنصة “تروث سوشيال” التي يمتلكها: “لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مقابل هذا، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام مقابل إنهاء الحرب بين الهند وباكستان، ولن أحصل عليها مقابل إنهاء الحرب بين صربيا وكوسوفو”.
وأكمل “لن أحصل عليها مقابل الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا بعد بناء سد ضخم بنته إثيوبيا بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل”.
وأضاف ترامب بنبرة سخرية: “لا، لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت، بما في ذلك ما يتعلق بروسيا وأوكرانيا، أو إسرائيل وإيران، أيًا تكن نتائج تلك الملفات لكن الناس يعرفون، وهذا كل ما يهمني”.
يفسر جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق دوافع ترامب من وراء تلك التحركات الدبلوماسية المتعددة، موضحا أن الرئيس يشعر بالاستياء من فوز سلفه باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام عام 2009، معتبرًا أن أوباما لم يكن جديرا بها.
وقال بولتون في تصريحات لصحيفة “ذا صن” البريطانية إن ترامب يرى أنه إذا كان أوباما قد حصل على الجائزة دون استحقاق، فمن باب أولى أن يحصل هو عليها، موضحا أن ترامب يخطط لاستخدام أي اتفاق محتمل للسلام، خصوصًا في أوكرانيا، كمنصة لترشيحه لنيل الجائزة.