أخبار العالم

ما هي خطورة الاعتماد على شات جي بي تي كمعالج نفسي؟

[


]

مع تزايد انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح استخدام نماذج مثل ChatGPT في المجالات غير التقنية أمرًا شائعًا خاصة في مجال الدعم النفسي، فقد يلجأ بعض الأفراد إلى هذه النماذج التفاعلية للتعبير بحرية عن مشاعرهم أو للحصول على نصائح تساعدهم في التعامل مع القلق والتوتر، معتقدين أنها بديل سريع وآمن عن جلسات العلاج النفسي التقليدي.

وحذرت العديد من الجهات الطبية والمهنية، من الاعتماد الكامل على هذه النماذج في معالجة قضايا الصحة النفسية، إذ تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك القدرة على تقييم الحالات السريرية بدقة، ولا يستطيع التمييز بين الأعراض العابرة والمؤشرات المرضية الخطيرة، ويعد ذلك من الأسباب الأساسية التي تجعل استبدال المعالج البشري بمنصة ذكية أمرًا غير موصى به من الناحية المهنية والأخلاقية.

محدودية الفهم والسياق العاطفي لدى النماذج الذكية

رغم أن ChatGPT قادر على محاكاة الحوار وتقديم ردود منطقية، إلا أنه لا يمتلك إدراكًا فعليًا للمشاعر أو الخلفيات النفسية الفردية، وتعتمد ردوده على أنماط لغوية وتوقعات إحصائية مما يجعله غير مؤهل لتقديم استجابات دقيقة لحالات معقدة تتطلب فهماً عميقاً للسلوك البشري والتجارب الشخصية.

كما أن النماذج الذكية غير قادرة على تفسير الإشارات غير اللفظية أو متابعة التغيرات التدريجية في السلوك، وهي عناصر أساسية في تقييم الحالة النفسية على المدى الطويل، ويعد غياب هذا النوع من الملاحظة عاملاً مقلقًا عند استخدامها كبديل للعلاج النفسي المعتمد على التواصل الإنساني.

خطر تقديم نصائح غير مناسبة أو مضللة

يمكن أن تقدم نماذج الذكاء الاصطناعي ردودًا تبدو واقعية أو مهدئة، لكنها قد تكون غير دقيقة أو غير ملائمة لحالة المستخدم خاصة في الأزمات النفسية الحادة، وقد أظهرت تجارب فعلية أن بعض المستخدمين تلقوا إجابات تؤدي إلى تفاقم الوضع النفسي بدلاً من تحسينه نتيجة عدم قدرة النظام على تقييم المخاطر أو التمييز بين الحالات الطارئة والعادية.

كما أن النماذج الحالية لا تخضع لمعايير مهنية معترف بها في الطب النفسي مما يجعل استخدامها كأداة علاجية يحمل احتمالية تقديم محتوى خاطئ أو حتى ضار دون وجود جهة رقابية أو مسؤولية قانونية واضحة.

التوصيات المهنية باستخدام الذكاء الاصطناعي في الدعم النفسي

حذرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) من الاعتماد على شات جي بي تي كبديل للعلاج النفسي، مشيرة إلى أن النماذج الذكية قد تمنح انطباعًا زائفًا بالأمان دون توفر فعالية سريرية مثبتة، ودعت إلى تنظيم هذه الأدوات قانونيًا وتحديد مسؤوليات مطوريها.

وقد تحمل نظم الذكاء الاصطناعي المعالجة للصحة النفسية تحيزات وترددات غير دقيقة، مما يعرض المستخدمين خاصة الفئات الضعيفة نفسيًا لمخاطر قد تكون خطيرة.

كما أوصت منظمة الصحة العالمية،(WHO) بأن تستخدم هذه الأدوات كدعم تكميلي فقط على أن يتم تطويرها وتنظيمها بشفافية ومراقبة مهنية صارمة لتفادي استخدامها كمصدر رئيسي للرعاية النفسية دون إشراف سريري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock