مصطفى شهيد عملية حسم.. الابن الذي حقق حلم أبيه ومات بين ذراعيه
03:08 م
الإثنين 21 يوليو 2025
كتب- أحمد أبو النجا:
في حي بولاق الدكرور، اعتاد مصطفى ووالداه أن يستيقظوا على صوت الأذان، لا على دويّ الرصاص، لكن بداية يوم الأحد كانت مختلفة، دامية.
مصطفى، شاب في أواخر العشرينيات، مهندس كهرباء، يعيش مع والديه في منزلهم المتواضع. اعتاد جيرانه رؤيته فجرًا متجهًا إلى المسجد رفقة والده.
فجر أمس الأحد، لم يكن مختلفًا في بدايته. استيقظ مصطفى قبل الأذان، توضأ، وراح يتلو ما تيسر من القرآن، وصوت آيات الفجر يتردد من الإذاعة، يمنح العقار رقم 7 بشارع محمد صديق المنشاوي سكونًا يليق بتلك اللحظة المباركة.
لكن السكينة ما لبثت أن انكسرت بصوتٍ مرعب. دوّى إطلاق نار كثيف في المنطقة. انتفضت الأم في هلع، وهرع الأب نحو النافذة. حمل مصطفى كوب الماء وسقاه لأمه المرتجفة، وقال بهدوءٍ رغم الارتباك: “اطمئني يا أمي.. هخرج أشوف اللي بيحصل”.
نزل الشاب ببسالة، وعندما خرج إلى الشارع، علم أن هناك مجموعة مسلحة تختبئ خلف منازل المنطقة، وقد اشتبكت مع قوات الشرطة.
لم يفكر مصطفى كثيرًا، أمسك عصا خشبية كانت ملقاة بجوار الحائط، وتقدم بخطوات حذرة. لم يكن يعلم أنه يخطو نحو نهايته. فجأة، اخترقت الأعيرة النارية جسده، فسقط على الأرض، غارقًا في دمائه.
ركض والده حين سمع الصراخ، وجثم فوق جثة ابنه، يحتضنه وكأن احتضانه قد يعيد له الحياة، وأطلق صرخات وجع تمزق القلب، صرخات أبٍ فقد أغلى ما يملك أمام عينيه.
مصطفى لم يكن مجرد ابن، كان الأصغر بين إخوته، لكنه كان الأقرب إلى قلب أبيه، لا لكونه الأصغر فقط، بل لأنه الوحيد الذي حقق له حلمًا قديمًا.. حلم أن يرى أحد أبنائه مهندسًا.
طالما جلس الأب وسط العائلة يروي كيف كان يتمنى أن يلتحق أحد أولاده بكلية الهندسة، وكيف لم يحالفهم الحظ، حتى جاء مصطفى، فكان الحلم الذي تحقق بعد طول انتظار.
وفي لحظة، سقط هذا الحلم بثلاث رصاصات، وانهار بين ذراعي الأب، الذي ظل يردد فوق جثته: “أنت فرحتي يا ابني.. اللي رفعت راسي”.
في لحظة واحدة، تغيّر كل شيء. تحول فجر الطمأنينة إلى جنازة، وتحول بيت مصطفى إلى مأتم، بعدما كانوا يستعدون لزفاف مصطفى بعد شهرين.
بعد نصف ساعة، هدأ صوت الرصاص. وأعلنت وزارة الداخلية تفاصيل الاشتباك الأمني: قوات الأمن اشتبكت مع خلية إرهابية تنتمي لحركة “حسم” الإرهابية، كانت تتخذ من أحد المنازل في حي بولاق الدكرور مأوى.
وكشفت وزارة الداخلية تفاصيل محاولة فاشلة من حركة “حسم” الإرهابية لإعادة إحياء نشاطها داخل مصر، من خلال تسلل أحد عناصرها شديدة الخطورة بطريقة غير شرعية، بعد تلقيه تدريبات عسكرية متقدمة، تمهيدًا لتنفيذ عمليات إرهابية بالتنسيق مع قيادات هاربة في تركيا.
وأوضحت الوزارة أن التحريات حددت المسؤولين عن المخطط، وفي مقدمتهم يحيى موسى، المشرف على الهيكل المسلح للحركة، وعدد من العناصر الصادر بحقهم أحكام بالإعدام والسجن المؤبد في قضايا استهداف مسؤولين أمنيين ومنشآت حيوية.
وبعد رصد تسلل الإرهابي أحمد غنيم، المحكوم عليه بالإعدام والمؤبد في عدة قضايا، إلى البلاد، اتخذ من شقة ببولاق الدكرور وكرًا لاختبائه، بمشاركة الإرهابي إيهاب عبد اللطيف.
ونفذت وزارة الداخلية عملية أمنية فجر الأحد أسفرت عن تصفية العنصرين بعد تبادل لإطلاق النار، أسفر أيضًا عن استشهاد مواطن مدني تصادف مروره، وإصابة ضابط خلال محاولته إنقاذه.
وأكدت الوزارة مواصلة جهودها في مواجهة الإرهاب وإحباط المخططات التي تستهدف أمن واستقرار البلاد.
اقرأ أيضا:
الداخلية تعلن تفاصيل إحباط مخطط حركة حسم الإرهابية
الداخلية: حركة “حسم ” بثّت فيديو تدريب بالصحراء وتوعدت بعمليات إرهابية
الداخلية: حسم خططت لإحياء نشاطها واستهداف منشآت أمنية واقتصادية
بالأسماء.. الداخلية تعلن قيادات “حسم” المتورطين في المخطط الإرهابي الجديد