مكتبة الإسكندرية تناقش مستقبل الثقافة الرقمية في مصر -صور



07:52 م


السبت 19 يوليه 2025

الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:

نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم السبت، ندوة لمناقشة مستقبل الثقافة الرقمية في مصر، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرضها الدولي للكتاب، الذي يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب.

شارك في الندوة مؤلفا الكتاب، الدكتور محمد خليف، استشاري الابتكار والتحول الرقمي، والمهندس زياد عبد التواب، خبير أمن المعلومات وعضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، فيما أدار الحوار أحمد عصمت، استشاري تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي.

في مستهل اللقاء، اعتبر عصمت أن الكتاب يشكّل رؤية مستقبلية متكاملة لدمج التكنولوجيا بالثقافة، موضحًا أنه يقدّم مفاهيم معقدة بلغة مبسّطة تخاطب جمهورًا واسعًا من المهتمين بالشأن الثقافي.

واستعرض الدكتور خليف أبرز محاور الكتاب التي تدعو إلى توظيف الإرث الثقافي المصري كقاعدة معرفية للأجيال، عبر أدوات رقمية حديثة، مشددًا على ضرورة إشراك الشباب في عملية التحول الرقمي، باعتبارهم يمثلون أكثر من 60% من المجتمع المصري.

وأشار خليف إلى أن المشروع يستلهم رؤية الدكتور طه حسين كما وردت في كتابه “مستقبل الثقافة في مصر”، ويعيد طرحها بصورة معاصرة تتلاءم مع المتغيرات التكنولوجية، عبر تحليل شامل للواقع الثقافي وتقديم سياسات مقترحة للتحول الرقمي المنشود.

وفي سياق الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي، أوضح خليف أن هذه التقنيات غيّرت طبيعة الإنتاج الثقافي، وخلقت نمطًا جديدًا من المحتوى الموجّه، معتبرًا أن تحقيق التحول الرقمي الثقافي يتطلب الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وإنتاج محتوى عالي الجودة يحافظ على الهوية الوطنية.

وتحدث عن مبادرات مثل “ثقافة تك” الهادفة إلى تعزيز الوعي بالثقافة الرقمية عبر لقاءات ومحاضرات، مؤكدًا أن مصر تمتلك مقومات قوية لتأهيل الكوادر بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية.

من جانبه، أشار المهندس زياد عبد التواب إلى أن الكتاب يعكس استجابة للمشهد الثقافي المتغير عالميًا، مبينًا أن الثقافة الرقمية باتت ضرورة لتعزيز الإبداع، وأن الذكاء الاصطناعي لن يلغي دور الإنسان بل سيدعمه.

ودعا عبد التواب إلى دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم وتحسين جودة المحتوى الثقافي، مؤكدًا أن الثقافة تُعد صناعة مهمة قادرة على الإسهام في الناتج المحلي، عبر استثمار التراث والمواهب والإنتاج الرقمي الجاذب.

كما شدد على أهمية تقديم محتوى رقمي يعكس القيم الأصيلة، ويجذب الجيل الجديد، محذرًا من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا ضرورة التوعية والاستخدام الرشيد لتلك الأدوات.

يُذكر أن الدورة الحالية من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تشهد مشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، وتنظم أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 مثقف ومفكر، إلى جانب أنشطة موازية تُقام في بيت السناري بالسيدة زينب وقصر خديجة بحلوان.

Exit mobile version