آخر الاخبار

من تدخل الجيش السوري إلى الغارات الإسرائيلية.. كيف تطورت أحداث السويد



03:58 م


الثلاثاء 15 يوليه 2025

كتبت- سهر عبد الرحيم:

تشهد محافظة السويداء جنوبي سوريا اشتباكات عنيفة بدأت شرارتها يوم السبت الماضي، راح ضحيتها نحو 100 قتيل، ما دفع قوات الجيش وعناصر الأمن الداخلي إلى التدخل لاحتواء التوتر واستعادة الاستقرار، وتم فرض حظر تجوال في شوارع المدينة.

وبعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، اليوم، وقف إطلاق النار في السويداء وذلك بعد اتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة، موضحًا أنه سيتم الرد فقط على مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من المجموعات الخارجة عن القانون.

صورة 1_23

ومن المقرر أن تقوم وزارة الدفاع السوري بتسليم أحياء السويداء لقوى الأمن الداخلي بعد التمشيط لضبط الفوضى ولحماية الأهالي والممتلكات والحفاظ على السلم والاستقرار المجتمعي، ولذلك بدأ الجيش بسحب آلياته الثقيلة من المنطقة.

الجيش السوري يدخل السويداء

بعد أن رحبت الرئاسة الروحية للدروز في السويداء بدخول القوات الحكومية إلى المدينة لضبط الأوضاع واستعادة الأمن والاستقرار مع دعوة أبناء المنطقة لعدم مقاومتها وتسليمها السلاح؛ دخلت قوات الجيش السوري بالفعل.

ولكن بعد دخول قوات الجيش؛ وقعت اشتباكات عنيفة في المدينة وتحركت وحدات الأمن بمحافظة درعا إلى السويداء لدعم جهود إعادة الاستقرار بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع.

صورة 2_24

وعقب الاشتباكات، ظهر الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري، في بيان مصور اليوم الثلاثاء يقول فيه إنهم يتعرضون لما وصفه بـ”حرب إبادة شاملة”. وتراجع الهجري عن البيان الذي أصدرته الرئاسة الروحية للطائفة.

وقال الهجري، إن البيان “فُرض علينا” و”جاء بضغط من دول خارجية ودمشق”، مضيفًا “رغم قبولنا بهذا البيان المذل، استمر القصف العشوائي للمدنيين العزل” في السويداء.

غارات إسرائيلية على السويداء

مع دخول قوات الجيش السوري إلى السويداء، شنت طائرات إسرائيلية غارات جوية استهدفت دبابات للجيش السوري جنوبي البلاد وذلك لمنعها من الوصول إلى قرية سميع الدرزية القريبة من مكان الاشتباكات.

صورة 3_25

وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر حسابه على منصة “إكس” على الغارات، قائلًا: إن “الضربات الإسرائيلية كانت رسالةً وتحذيرًا واضحًا للنظام السوري. لن نسمح بإلحاق الأذى بالدروز في سوريا. إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي”.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية على السويداء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش وقوات الأمن السوري، بحسب ما أفادت وسائل إعلام سورية.

متى بدأت الاشتباكات؟

اندلعت شرارة الاشتباكات يوم السبت الماضي عقب اختطاف تاجر خضار من الطائفة الدرزية من قِبل مسلحي البدو الذين وضعوا حواجز على طريق السويداء – دمشق، وسرعان ما تحولت الحادثة إلى سلسلة من عمليات الخطف المتبادل بين الجانبين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

صورة 4_26

وبالرغم من أنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد، وفقًا لمنصة السويداء 24 المحلية، فإن الاشتباكات لم تهدأ بل ازدادت عنفًا وراح ضحيتها عددًا من المدنيين ونحو 18 فردًا من قوات الأمن أثناء القيام بمهامهم في فض النزاعات المسلحة.

أعادت هذه الاشتباكات إلى الأذهان الأحداث الدامية التي شهدها الساحل السوري في مارس الماضي، وراح ضحيتها أكثر من 1,700 شخص أغلبُهم من الطائفة العلوية، بحسب المرصد السوري. وشكلت السلطات السورية لجنة تحقيق وتقصي الحقائق للكشف عن ظروف وملابسات الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون والاعتداءات على الممتلكات وتحديد هوية الجناة.

صورة 5_27

كما وقعت اشتباكات قرب العاصمة دمشق بين دروز وقوات الأمن في أبريل الماضي، أسفرت عن مقتل 119 شخصًا على الأقل، من الجانبين، وعقب الاشتباكات أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان الدروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.

وعقب تلك الاشتباكات، شنت إسرائيل غارات جوية في سوريا وحذرت دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية.

ويتولى مسلحون من أبناء الطائفة الدرزية إدارة الأمن في السويداء منذ مايو الماضي، بموجب اتفاق تم بين الفصائل المحلية والسلطات، في حين تنتشر في ريف المحافظة مجموعات مسلحة تنتمي إلى عشائر البدو من أبناء الطائفة السنية.

وتعتبر مدينة السويداء معقل الطائفة الدرزية التي يُقدر تعدادها في سوريا بنحو 700 ألف شخص، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب العاصمة دمشق، بينما لهم وجود محدود في إدلب شمال غربي البلاد.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock