من قطار الفجر إلى ملعب الحلم.. قصة ناشئ المنيا الذي غيّرت صورة مستقبله



02:58 م


الثلاثاء 29 يوليه 2025

المنيا- جمال محمد:

لم يكن الطفل حسن أحمد حسن، ابن محافظة المنيا، يدرك أن موهبته الكروية التي بدأت منذ كان في الرابعة من عمره، ستقوده إلى رحلة شاقة يومية بين قريته وأندية القاهرة، لكنها ستكون أيضًا بداية لحلم كبير يشاركه فيه والده، الذي حمل على عاتقه المشقة والأمل معًا.

بدأ حسن طريقه في ملاعب الشارع، يلعب حافي القدمين تارة، وبحذاء مستعمل تارة أخرى، قبل أن يلتحق بأكاديمية كروية صغيرة لصقل مهاراته، وفي سن التاسعة، اجتاز اختبارات نادي المقاولون العرب، وظل يلعب فيه لمدة 3 سنوات، قبل أن يُستغنى عنه بدعوى ضعف بنيته الجسدية، رغم موهبته اللافتة.

لم يستسلم الأب ولا الابن، فخاض حسن اختبارات نادي البنك الأهلي ونجح فيها، ليبدأ رحلة يومية مرهقة، يسافر فيها من المنيا إلى القاهرة فجرًا، ويحضر تدريباته ثم يعود ليلًا، في جدول حافل بالتعب والتحديات، لكنه لم يتوقف.

انتشرت مؤخرًا صورة لحسن وهو جالس على أرض أحد القطارات في طريقه إلى التمرين، وتحوّلت إلى رمز لمعاناة لا تُرى خلف موهبة ناشئة، فأثارت تعاطفًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل قصته إلى إدارة نادي البنك الأهلي.

وعلى الفور، تدخّل اللواء أشرف نصار، رئيس مجلس إدارة نادي البنك الأهلي، وقرّر توفير إقامة ورعاية شاملة لحسن في القاهرة، تقديرًا لموهبته وظروفه، كما استضاف اللاعب ووالده، مؤكداً أن حسن “أحد أبنائنا وسنكون معه حتى يحقق حلمه”.

قال والد اللاعب حسن أحمد حسن، إن بوادر الموهبة ظهرت على نجله منذ أن كان في الرابعة من عمره، حيث كان يراقبه وهو يلعب في الشارع مع أقرانه، سواء بحذاء أو حافي القدمين، ولاحظ امتلاكه لمهارات غير عادية.

وأضاف أنه فور اكتشافه لتلك الموهبة، قام بضم حسن إلى إحدى الأكاديميات الكروية الصغيرة لتطوير مستواه، ومع بلوغه سن التاسعة، تقدم لاختبارات قطاع الناشئين بنادي المقاولون العرب وتم قبوله بالفعل، ولعب معهم لمدة ثلاث سنوات، إلى أن تم الاستغناء عنه فجأة، بدعوى ضعف بنيته الجسدية، رغم قدراته الفنية.

وتابع الأب في تصريحاته لمصراوي: “بعد الاستغناء عن حسن من نادي المقاولون، خاض اختبارات نادي البنك الأهلي، وبفضل الله تم قبوله، ومنذ ذلك الحين وهو يسافر يوميًا من المنيا إلى القاهرة لحضور التمارين، حيث يخرج من المنزل في السادسة صباحًا، ويعود في العاشرة مساءً، يتناول عشاءه وينام ليستيقظ في اليوم التالي ويبدأ الرحلة من جديد”.

وأكد والد حسن أن حلمه ظل يكبر يومًا بعد يوم، رغم المصاريف الكثيرة التي يتحملها، ورغم أنه يعمل عملًا بسيطًا في محل أعلاف، إلا أنه لم يفكر يومًا في التخلي عن موهبة ابنه التي يرعاها منذ نعومة أظافره.

وعن معاناة السفر المستمر، أوضح الأب أنه كان يضطر أحيانًا لتأجير غرفة فوق سطح أحد المنازل بمنطقة الأميرية في القاهرة، حتى يضمن انتظام حسن في التمارين، وكان يشعر بالخوف عليه لصغر سنه، لكنه لم يكن يملك خيارًا آخر.

وأشار إلى أن الصورة التي تم تداولها مؤخرًا لحسن وهو جالس على أرضية أحد القطارات كانت سببًا في الخير، إذ تواصل مسؤولو نادي البنك الأهلي معهم بعد انتشارها، وقرروا توفير سبل الراحة للاعب الصغير.

واختتم حديثه قائلًا: “اللواء أشرف نصار، رئيس مجلس إدارة نادي البنك الأهلي، قرر توفير رعاية وإقامة كاملة لحسن في القاهرة، كما استضافنا مؤخرًا في مكتبه، وأكد لي أن حسن بمثابة حفيده ويتمنى له التوفيق. وأنا بدوري، سأقف وراء ابني في أي مكان يلعب فيه، وأتمنى من الجميع دعمه وتشجيعه حتى يتحقق حلمه ويصبح لاعبًا عالميًا”.

Exit mobile version