البحرين ليست وطن الغالب والمغلوب..
غازي الغريري
تسم لقاء معالي وزير الداخلية، معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، السنوي برؤساء ومسؤولي المآتم بالمحافظات، والذي يأتي في إطار التعاون والتنسيق بشأن تنظيم فعاليات موسم عاشوراء بالصراحة والوضوح ولعل أبرز ما تم التشديد عليه بأن مملكة البحرين وطن العيش المشترك والمجتمع الواحد والقيادة الإنسانية الحكيمة، وليست وطن الغالب والمغلوب في ظل القيادة الإنسانية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، هذا الخطاب والحديث رسالة للجميع بأهمية المحافظة على الالتزام والانضباط والنظام العام في ظل ما تشهده المنطقة من أوضاع إقليمية غير عادية، وبلا شك سيكون لها انعكاسات أمنية تستوجب الحذر والوعي الوطني والصدق، بل وعمق المسؤولية من المعزين خصوصاً هذا العام، وأكد معالي الوزير في حديثه بل وراهن على إخلاص وانتماء القائمين على المآتم الحسينيات وكذلك من سيخرجون في مواكب العزاء بعدم الالتفات للمساعي التحريضية أو ترك أي مجال لمن يحاول العبث بالوحدة الوطنية من قبل أشخاص أو جهات خارجة عن القانون لا تملك إلا التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي أصوات تأزيم لا تريد الخير للبحرين ولا لقيادتها وشعبها المخلص الذي يمتلك قواسم مشتركة يصعب تجاهلها، والتي تنطلق من الشعور بالانتماء والاعتزاز بالهوية البحرينية الأصيلة، فضلاً عن أن البحرينيين ينعمون بالانسجام الوطني الأصيل في ظل الرعاية الملكية الكريمة من جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.
وفي حديثه وجه معالي الوزير خطابه إلى رؤساء المآتم محملاً إياهم المسؤولية، وهذا العام ستكون أكبر لضبط فعاليات عاشوراء؛ بسبب الظروف الإقليمية الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وفي ظل الحرب التي اندلعت بين إيران وإسرائيل، ولكن الأمور تتجه نحو الاستقرار من خلال المفاوضات، وتوقف هذه الحرب التي لها تداعياتها على دول الخليج، وفي الخطاب أيضاً أكد معالي الوزير بأن المآتم في البحرين موجودة منذ مئات السنين حتى قبل وجودها في إيران، وسوف تبقى هذه المآتم تحت مسؤولية العوائل التي توارثتها وحافظت عليها، وهذا ما أكد عليه الدكتور حسن العريض نيابة عن رؤساء المآتم، وقال بأن «عاشوراء تستحق أن نحييها بعيداً عن أي مؤثرات خارجية وعدم الانجرار وراء أي دعوات قد تخرج المناسبة من إطارها الروحاني»، وفي المقابل شدد وزير الداخلية، وقال «لن نترك مجالاً لمن يسعى إلى الخروج على النظام والقانون، وسوف نحقق ذلك معاً»، وأكد على أهمية التركيز على جوهر مناسبة عاشوراء وألا يُسمح بتحويل مواكب العزاء إلى مسيرات سياسية، وهذه هي مسؤولية العوائل والمنظمين في التأكد من انضباط وتنظيم هذه المناسبة لتكون آمنة وعدم خروجها عن هدفها الديني وأن لا يتم استغلال مشاعر الناس خلال عاشوراء من المحرضين وخلط الأوراق خصوصاً في هذا التوقيت واستغلال الموسم لترديد شعارات سياسية بعيدة عن الهدف الأسمى من عاشوراء، وهذا ما أكد عليه معالي الوزير وقال «لن تكون مناسبة لنشر الفوضى ومخالفة النظام، بل لتكن مناسبة لحسن التنظيم والالتزام».
نعم إن البحرين كبلد لدى أبنائه الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع ولا تفرق، وهذا ما أكده الدكتور حسن العريض في كلمته على توارث روابط اللحمة الوطنية التي تحتم على الجميع، بل وتلقي على عاتقهم بالمسؤولية لإنجاح مناسبة عاشوراء التي تتسم بالكثير من المعاني السامية، لذلك لا بد وفي ما تمر به المنطقة من أحداث يجب أن لا تنعكس علينا في البحرين، وأن يتم إحياء عاشوراء بعيدا عن أي مؤثرات خارجية وأن لا يتم الإنصات أو الانجرار وراء أي دعوات قد تخرج المناسبة من إطارها الديني، وأن تكون هذه المناسبة محافظة على طابعها الديني وفرصة للتعاون والترابط المجتمعي، وفي اللقاء أشاد رؤساء ومسؤولو المآتم بالدعم الذي يحظى به موسم عاشوراء من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ومؤازرة الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، كما أنهم ثمنوا دور الجهات الرسمية في توفير كافة الخدمات اللازمة لضمان إنجاح موسم عاشوراء، بما يحفظ التماسك والاستقرار الاجتماعي، ويحافظ على روح التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع، لذلك فإن المسؤولية الآن تقع على كل من يحضر مواكب العزاء، وكل فرد منهم مسؤول عن تصرفاته إن أرادوا إحياؤها كموسم ديني، أو أرادوه خروجاً عن القانون والنظام واستغلال الموسم لأغراض سياسية وهذا حقيقة ما أكده بل وشدد عليه معالي وزير الداخلية، حين قال للحضور «ولكونكم تريدونها آمنة، فنحن معكم، وإن كان هناك من يريدها مخالفة، فلسنا معه، بل سيجدنا معاً أمامه».همسةأعجبني في الحقيقة خطاب معالي وزير الداخلية، وسوف أقتبس منه بعض الكلمات التي توصل رسائل مهمة أبرزها بأن «البحرين ليست وطن الغالب والمغلوب، بل وطن العيش المشترك والمجتمع الواحد»، وكذلك حين قال «إن كان هناك من يريدها مخالفة، فلسنا معه، بل سيجدنا أمامه».