من هو أول من رفع الأذان في الإسلام؟

[


]

لأول مرة في التاريخ، يصدع صوت الأذان في أرجاء الدنيا ولم ينقطع منذ ذلك الوقت، حتى أصبحت تلك العبارات نداء المسلمين للصلاة.

وكان أول صوت يصدع بالأذان في تاريخ الإسلام هو صوت الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشي، رضي الله عنه.

من أول من رفع الأذان في الإسلام؟

يعتبر بلال بن رباح من أوائل المستضعفين الذين سارعوا إلى الدخول في الدين الإسلامي بعدما وجد ملاذه في منأى عن نظام الرق والاستعباد حيث جاء الإسلام وحرره منه.

فقبل إسلام بلال، كان يسمع زعماء قريش وهم يتحدثون عن النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- الذي أتى بدين يدعو إلى عبادة التوحيد ويوصي بالمساواة بين البشر، فلما رق قلبه للإسلام ذهب إلى الرسول معلنًا عن إسلامه وانتشر الخبر في أرجاء مكة، فلما سمع سيده، أمية بن خلف، بخبر إسلامه غضب غضبًا شديدًا وعذبه أشد التعذيب، لكن بلال بن رباح تحلى بالصبر متخذًا منه عنوانًا يلهم المسلمين من بعده ليكون نهج حياتهم وظل متمسكًا بدينه رغم العذاب، إلى أن أقدم أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- وأعتقه من سيده حرصًا منه على حماية المستضعفين.

أول مؤذن في الإسلام

وبعد تحرير بلال، ظل ملازمًا للرسول- صلى الله عليه وسلم- وهاجر إلى المدينة ليعم أرجاؤها بالأذان بصوته العذب، وارتقت مكانته ليقاتل الكفار بجوار النبي محمد دفاعًا عن الدعوة الإسلامية، إلى أن شاءت القدرة الإلهية أن تصبح نهاية أمية بن خلف على يد بلال بن رباح في غزوة بدر.

وظل بلال يلازم الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- حتى إنه كان معه يوم فتح مكة ودخل إلى الكعبة ليطهرها من الأوثان، فمثلما كان صوته أول صوت يصدع فوق المسجد النبوي في المدينة المنورة فهنا أيضًا ينطلق صوته بالنداء فوق الكعبة ليزلزل أرجاء مكة مناديًا للصلاة ومعلنًا تحريرها من غزو الكفار.

الأذان لأول مرة في المسجد الأقصى

اشتد الحزن ببلال بن رباح بعد وفاة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- واستأذن للخروج إلى الشام وشارك في معركة اليرموك وفتح دمشق، وأينما كان يطأ بقدمه كان يرفع الأذان بصوته، وقيل إن بلال شارك مع عمر بن الخطاب في فتح بيت المقدس ورفع الأذان هناك في المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين.

أمضى بلال بن رباح جزءًا من حياته في دمشق إلى أن وافته المنية في السنة العشرين من الهجرة، ليدفن في مقبرة الباب الصغير، وفق الرأي الراجح، وتلك المقبرة تضم العديد من أجساد الصحابة.

Exit mobile version