طاعة الزوج وفق الشريعة.. ومتى يجب على الزوجة مخالفته؟
[
]
حرص الإسلام على بناء علاقة وطيدة بين الزوجين لبناء أسرة سليمة ووضع لها قواعد وأسس لتعمير الحياة في الأرض، ولعل من أولى تلك الأسس التي أوصانا بها الإسلام هي طاعة الزوج بما لا يخالف شرع الله، فالزواج هو علاقة مقدسة تجمع بين الرجل والمرأة ورباط متين يعين على مواجهة صعوبات الحياة.
ولضمان نجاح العلاقة الزوجية نظم الإسلام العديد من الحقوق والواجبات لكل من الزوجين، إذا نفذها الطرفان بشكل سليم فيضمن لهما السعادة في حياتهما الزوجية.
كيف تكون طاعة الزوج؟
فمن واجبات الزوجة تجاه زوجها أن تلتزم بطاعته إذ وضع الشرع أجر كبير على الالتزام بذلك كما حدد عقابًا لمخالفته، فيجب على المرأة أن تتزين لزوجها ولا تدخل عليه عابسة أو برائحة كريهة، كما يجوز لها التزين بكل ما هو مشروع، وذلك لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل: “أي النساء خير؟، قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره”.
ومن مقاصد الشريعة الإسلامية أن تحفظ المرأة أموال زوجها وتراعي أبنائها وفق العادات والأصول، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “والمرأة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيته”.
ويجب على المرأة أن تكون حريصة على عدم إدخال أي أحد في بيتها من غير إذن زوجها إذا كان مما يكره، سواء كان رجل أو امرأة أو أحد محارمها.
وإذا أرادت الزوجة الخروج من المنزل فيجب عليها أخذ الإذن من زوجها أولًا، فإذا منعها من الخروج فعليها أن تتحاور معه على سبب رفضه متفهمة وجهة نظره فإذا رفض فلا يحق لها أن تخالف أمره.
وعلى الزوجة ألا تُقبل على صيام التطوع من غير إذن زوجها لأنه ربما يكون كارهًا أن يكون على مائدة الطعام من دونها، لذا فإنها تأثم إذا صامت من غير رضاه لأن طاعة الزوج فرض ولا يجوز ترك الفرض من أجل النافلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه”.
الإسلام دين المعاملة لذا أوصانا بالمعاشرة بالمعروف والحسنى وعدم إيذاء أحد، لذا يجب على الزوجة ألا تؤذي زوجها بالتصرفات أو سوء الخلق.
متى تسقط طاعة الزوجة لزوجها؟
وعلى الرغم من تشديد الإسلام على وجوب طاعة الزوج إلا أنها طاعة مقيدة وليست مطلقة، فيجب على الزوجة عدم طاعة زوجها إذا أمرها بمعصية، فإذا أمرها بشيء يخالف الشرع فلا يتوجب عليها طاعته كأن يأمرها مثلًا بترك صلاتها أو خلع حجابها، فقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف”.
ومن القيود أيضًا في طاعة أن يكون ما يأمر به الزوج في استطاعة الزوجة ولا يلحقها أي ضرر، لقول الله تعالى: “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها”.
ماذا يفعل الزوج إذا كانت زوجته ناشزًا؟
في بعض الأحيان تخرج الزوجة عن طور زوجها وتخالف أمره، وهنا وضع الإسلام عدة طرق علاجية للزوج يعاقب بها زوجته إذا كانت ناشزًا، فيحق له معاقبتها وتأديبها تدريجيًا فيبدأ بالنصح والإرشاد وإذا لم تستجب فعليه أن يهجرها ويعرض عنها، وإذا أصرت على عصيانها وعنادها ولم تستجب فعليه أن يضربها ضربًا غير مبرح، لقول الله تعالى: “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن”.