06:35 م
الخميس 17 يوليه 2025
الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:
نظمت مكتبة الإسكندرية اليوم الخميس ندوة بعنوان “صحافة المواطن وصحافة الموبايل”، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.
جاء ذلك بحضور الكاتب الصحفي خالد الأمير وكيل نقابة الصحفيين الفرعية بالإسكندرية، والكاتب الصحفي جمال مجدي من موقع بوابة الأهرام، وأدار الندوة الكاتبة الصحفية نسرين عبد الرحيم مدير مكتب جريدة روزاليوسف بالإسكندرية، وشهد اللقاء مشاركة الكاتب الصحفي رزق الطرابيشي نقيب الصحفيين بالإسكندرية، وقنصل عام الصين بالإسكندرية يانغ يي.
وأوضح الكاتب الصحفي خالد الأمير أن مصطلح “صحافة المواطن” ظهر لأول مرة في الانتخابات الأمريكية عام 1998، وبرز بشكل أكبر بعد 2011 مع تصاعد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه شدد على أن هذا النوع لا يُعد بديلاً للصحافة المهنية، التي تعتمد على أدوات دقيقة وضوابط واضحة من بينها الدقة وتعدد المصادر.
وأكد أن صحافة المواطن تساهم في رصد البدايات لكنها لا تغني عن الصحفي المحترف القادر على صياغة المحتوى والتحقق منه.
كما أشار إلى أهمية امتلاك الصحفي مهارات المالتيميديا، خاصة التصوير والبث، دون التخلي عن الكتابة الصحفية، مطالباً بضرورة إجراء تعديل تشريعي شامل لتحديث قوانين النقابة وضمان حرية تداول المعلومات.
من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي جمال مجدي عن صحافة الموبايل بوصفها تطوراً طبيعياً لأساليب النشر، مبيناً أنها تسهّل الوصول إلى القارئ وتسهم في التوثيق المرئي خصوصاً لدى الفئات غير القادرة على القراءة أو الكتابة.
وأشار إلى أن المؤسسات الصحفية تنظر إلى هذا النمط كخيار يوفر الوقت والتكاليف، لكنه أقر أيضاً بتحديات التقنية، خاصة مع انتشار الفيديوهات المزيفة التي جرى تداولها خلال العاصفة الأخيرة بالإسكندرية، مؤكدًا على دور الصحفي المحترف في التحقق وحماية المصداقية.
بدوره، حذر الكاتب الصحفي رزق الطرابيشي، نقيب الصحفيين بالإسكندرية، من تحول صحافة المواطن إلى فوضى معلوماتية في حال عدم وضع ضوابط واضحة، مشيرًا إلى أن بعض مستخدمي وسائل التواصل يستغلون هذا المصطلح لنشر الإشاعات دون مسؤولية.
واعتبر أن الحفاظ على صورة مصر في ظل الأزمات الإقليمية مسؤولية وطنية تستوجب المهنية والالتزام بالحقيقة، داعيًا إلى الاستفادة من صحافة المواطن بشكل إيجابي في دعم الإعلام الوطني.
واختتمت الكاتبة الصحفية نسرين عبد الرحيم الندوة بالتأكيد على أهمية النقاش المهني حول حدود صحافة المواطن وتأثيرها على الصحافة التقليدية، مشيدة بدور مكتبة الإسكندرية في إتاحة مساحة للحوار الثقافي والإعلامي تسهم في تعزيز الوعي المجتمعي وحماية المهنة من الانفلات.
يُذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تتواصل حتى 21 يوليو الجاري، بتنظيم مشترك مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب، وتُقام في مقر المكتبة بكورنيش الإسكندرية، إلى جانب فعاليات متزامنة في “بيت السناري” بالقاهرة و”قصر خديجة” بحلوان.
ويشارك في المعرض 79 دار نشر مصرية وعربية، وتُقدم 215 فعالية ثقافية متنوعة بمشاركة نحو 800 مفكر ومبدع ومتخصص في مجالات الفكر والأدب والعلوم الإنسانية والتطبيقية.
