هل «شات جي بي تي» يضع عقولنا على الرف؟

[


]

في إحدى حلقات مسلسل «توم وجيري»، تقرر صاحبة المنزل استبدال «توم» بروبوت آلي. يفرح توم في البداية، فكل المهام تُنجز نيابة عنه. لا جهد، لا تفكير، ولا مسؤولية. لكن مع مرور الوقت، يشعر بأنه بلا قيمة، وكأن وجوده لم يعد ضرورياً.

ذلك المشهد الكرتوني أعاد إلى ذهني مؤخراً، حين بدأت ألاحظ اعتماد كثير من الشباب على أدوات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها «شات جي بي تي»، في كل ما يتعلّق بالكتابة والتفكير والتحليل.

أنا لست ضد التكنولوجيا، فهي ضرورة وواقع لا يمكن إنكاره، بل إنني أكتب هذا المقال من خلال جهاز ذكي لا يتجاوز حجمه حجم راحة اليد. لكن ما يدعو للقلق هو أن يركن الإنسان عقله جانباً، ويعتمد كلياً على أدوات تفكر عنه وتقرر له وتكتب بدلاً منه.

إن الذكاء الاصطناعي أداة فعّالة إذا وُضعت في يد الإنسان الواعي، لكنها تصبح خطرة عندما تسلبه مهاراته الأساسية، وتُخدّر قدراته على التعلم والمحاولة والخطأ.

رسالتي إلى الشباب: لا تجعلوا الذكاء الاصطناعي يقود عقولكم نحو الكسل. استخدموه دعماً، لا بديلاً. استفيدوا منه، ولكن لا تفقدوا هويتكم في طريق الراحة والسرعة. فالعقل الذي لا يُستخدم، يصدأ.

المستقبل يا شبابنا يحتاج إلى عقول حقيقية، تفكر، تبتكر، وتقرر. فلا تضعوا عقولكم بأيديكم على الرف.

Exit mobile version