آخر الاخبار

واشنطن تتجسس على طهران بعد الضربة النووية.. ماذا كشفت المكالمات السرية



07:42 م


الإثنين 30 يونيو 2025

كتب- محمد جعفر:

الجدل بشأن تأثير القصف الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية الأحد الماضي، لا يزال مستمرًا بالرغم من انتهاء الحرب بين إيران وإسرائيل بموجب قرار وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تصعيد لـ12 يومًا كاملة بين الطرفين استوجبت تدخلًا أمريكيًا.

ومع تلك الأحداث تتزايد الروايات بشأن قوة الضربة ومدى تأثيرها فعليًا على أرض الميدان، فرواية ترامب التي يتبناها البيت الأبيض أيضًا تزعم أن الضربة دمرت البرنامج الإيراني كاملًا، يقابلها العديد من الروايات التي تقلل من فاعلية الهجوم، وما بين هؤلاء وأولئك يبقى مصير الضرر على المنشآت النووية الإيرانية مجرد تنبأت لم تثبت بعد صحتها.

وفي أحدث التقارير حول هذا الشأن، كشفت مصادر استخباراتية أمريكية، في تصريحات لـ”واشنطن بوست”، أن الولايات المتحدة تمكنت من اعتراض اتصالات سرية بين كبار المسؤولين الإيرانيين يناقشون خلالها الضربات العسكرية التي نفذها الجيش الأمريكي هذا الشهر على منشآت نووية إيرانية، مشيرين إلى أن آثار الهجوم كانت “أقل تدميراً” مما توقعوه.

واشنطن تعترض المكالمات الإيرانية

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن أربعة مصادر مطلعة قولهم إن الاتصال، الذي جرى بين مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، تضمن تساؤلات حول السبب وراء محدودية التأثير رغم توقعات سابقة بحدوث دمار شامل.

في المقابل، أكدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صحة اعتراض الاتصالات، لكنها شككت في تقييم الجانب الإيراني، معتبرة أنه غير دقيق.

ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، وصفت تسريبات الصحيفة بأنها دعم لأعمال إجرامية، قائلة: “من المخزي أن تُساعد الصحافة على ارتكاب جرائم جنائية عبر نشر تسريبات خارج السياق”، مضيفة أن المسؤولين الإيرانيين لا يمكنهم معرفة ما يحدث تحت مئات الأقدام من الأنقاض.

صورة 1

وحسب صحيفة “الواشنطن بوست”، شملت الضربات الأمريكية استخدام قنابل خارقة للتحصينات زنتها 14.5 طن، إضافة إلى صواريخ توماهوك، واستهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، ومع أن انفجارات ضخمة سُجّلت، إلا أن تقارير أفادت بأن بعض المباني تحت الأرض لم تنهَر، وأن إيران ربما كانت قد نقلت كميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الضربة.

تصريحات متباينة من المسؤولين

بينما أصر ترامب في تغريدة على منصة “تروث سوشيال” على أن العملية “قضت بالكامل على البرنامج النووي”، أشار مسؤولون من البنتاغون ووكالة الاستخبارات إلى أن تقييم الضرر الكامل ما زال جارياً، وسط تقارير أولية بأن بعض أجهزة الطرد المركزي الإيرانية نجت من الهجوم.

أبلغ جون راتكليف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الكونغرس في إحاطة مغلقة أن عمليات تحويل المعادن الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني “دُمرت بالكامل”، مضيفًا أن إعادة بنائها قد تستغرق سنوات.

انقسام داخل الكونغرس

وأثارت الضربة تصعيدًا كبيرًا داخل أروقة الكونجرس الأمريكي، إذ قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن الرئيس ترامب ضلل الرأي العام، وأن البرنامج لم يُلغَ بالكامل، بينما أقر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أحد أقرب حلفاء ترامب، بأن الضرر كان هائلًا لكنه حذّر من أن القدرة على استعادة البرنامج لا تزال قائمة.

صورة 2

وفي هذا الإطار أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقابلة مع شبكة (سي بي إس) أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لأضرار بالغة، لكنه أشار إلى أن “بعض المنشآت لا تزال قائمة”.

هل تلاشت فرص الحل الدبلوماسي؟

وحول التوسل لاتفاق بالطرق الدبلوماسية يرى مراقبون أن الضربات قد تقضي على أي فرص لتسوية دبلوماسية مستدامة، وسط مخاوف من أن تدفع إيران نحو تسريع برنامجها النووي كوسيلة للردع.

في المقابل، قال ترامب إن هناك استعدادًا أمريكيًا لعقد لقاءات مع الجانب الإيراني بشأإن التفاوض، لكن طهران في الوقت ذاته نفت أي نية للاجتماع، مؤكدة أن الضربة لم تكن عديمة التأثير وأنها بصدد تقييم الضرر وإعادة هيكلة البرنامج وفق معطيات جديدة.

رغم تأكيد واشنطن أن العملية وجهت ضربة قاسية لقدرات إيران النووية، تكشف الاتصالات الإيرانية المُعترضة، وتقارير استخباراتية وتحليلات دولية، وحديث الإيرانيين أنفسهم، وحتى وكالة الطاقة الذرية عن صورة أكثر تعقيدًا، تعكس فجوة بين الرواية السياسية الناجحة التي يتبناها ترامب والبيت الأبيض، وبين الواقع الميداني الذي يشير إلى عكس ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock