وحيد على 5 بنات.. شاب مصري يغرق بعد إنقاذ سوداني في ليبيا
03:26 م
الأحد 20 يوليه 2025
الفيوم – حسين فتحي:
خيّم الحزن على قرية نجع الطويل التابعة للوحدة المحلية لقرية العرَق بمركز إطسا في محافظة الفيوم، بعد ورود نبأ غرق الشاب أسامة عيد عامر، 22 عامًا، في مياه البحر المتوسط بمدينة مصراتة الليبية، أثناء محاولته إنقاذ صديقه السوداني من الغرق.
أسامة، الشاب الوحيد بين خمس شقيقات، خرج قبل عامين ليعمل إلى جانب والده في مهنة المعمار بليبيا، أملًا في تخفيف أعباء الأسرة وتجهيز نفسه للزواج. كان يعمل بجد في نقل الطوب والرمال، جامعًا “قرشين حلال” ليساعد أسرته ويصنع لنفسه مستقبلًا، مستلهمًا طريق والده الذي قضى 7 سنوات من الغربة والشقاء حتى بنى منزلًا يأوي أسرته البسيطة.
وفي مساء يوم الحادث، خرج أسامة كعادته للتنزه على شاطئ البحر بعد عناء العمل، فسمع صوت استغاثة يتصاعد من عرض المياه، ودون تردد، خلع ملابسه وألقى بنفسه في البحر لينقذ شابًا سودانيًا كان يغرق، وبالفعل، نجح في إنقاذه، لكن البحر لم يمنحه فرصة للنجاة بنفسه، إذ اختطفته الأمواج إلى الأعماق، ليلقى مصرعه بشهامة الأبطال.
الوالد المكلوم، الذي كان قد عاد مؤخرًا من ليبيا وترك نجله هناك لاستكمال العمل، لا يملك سوى البكاء والدعاء، قال بحرقة: “يا ريتني أنا اللي موت يا ابني.. راح شبابك يا أسامة، مين هيحضر لأخواتك أفراحهم؟ ومين هيعوضني عنك؟”.
يقول ناصر هيكل، أحد أبناء مركز إطسا، إن أسامة يستحق أن يُطلق عليه لقب شهيد الإنسانية، فقد ضحّى بحياته من أجل إنقاذ روح أخرى، وترك والده المكلوم وأخواته البنات في حسرة لا تُوصف.
وطالب “هيكل”، محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، والجمعيات الخيرية، بتخصيص كشك بسيط لأسرة أسامة، ليكون مصدر رزق كريم يعين والدته وشقيقاته على متطلبات الحياة، تخليدًا لذكرى شاب مات وهو يقدم حياة غيره على حياته.