لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟
06:20 م
الإثنين 14 يوليه 2025
بي بي سي
نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية مقالًا لألون بينكاس، المستشار السياسي لاثنين من رؤساء وزراء إسرائيل السابقين، تحدث خلاله عن الأسباب التي تعوق صمود واستمرار أي اتفاق سلام ينهي الحرب في غزة.
وكتب ألون بينكاس، المستشار السياسي السابق لاثنين من رؤساء وزراء إسرائيل شمعون بيريز وإيهود باراك، مقالًا تحت عنوان “لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟”، يقول خلاله إنّ الخطط المتعلقة بمستقبل غزة “مليئة بالتناقضات والمفارقات”، وإنّ السلام هناك يعتمد في النهاية على إرادة رجل واحد.
لكنه تساءل، هل يُمكن التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في غزة واتفاق جزئي لإطلاق سراح الأسرى خلال الأيام أو الأسابيع القادمة؟ – جاءت الإجابة إيجابية، ويرى أنّه بالفعل يمكن التوصل إلى اتفاق، لكن عاد ليتساءل، هل سيؤدي ذلك إلى إنهاء الحرب وتشكيل هيكلية “غزة ما بعد الحرب”؟، وكانت الإجابة سلبية “لا، لا يمكن هذا”.
وتحدّث بينكاس عن عدة أسباب لهذا، منها أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “لا يريد إنهاء الحرب”.
وقال إنّ نتنياهو “مفتون بأنه زعيم في زمن الحرب”، مقتنعًا بأنه “يُعيد تشكيل” المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط جذريًا في غزة وإيران وأماكن أخرى. كما أنه بحاجة إلى استمرار أجواء الحرب والطوارئ، لمصلحته وتحقيق مصالحه السياسية.
لكن “كيف يؤثر هذا على فرص وقف إطلاق النار؟”.
أوضح بينكاس أنّ هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الاتفاق “وشيكًا” لكنّه “لن يدوم”، وأوضح أنّ هناك تفسيرًا لذلك، وهو أنّ التفاوض يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وتبادلًا جزئيًا لعشرة أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة، مقابل عدد غير معلن ولكنْه كبير من السجناء الفلسطينيين، هو اتفاق جزئي. من المفترض أنْ يؤدي إلى اتفاق أوسع، وبالتالي فإنّ مبادئه ومراحل تنفيذه مستمدة من التحضير “ما بعد حرب غزة”.
وأكد بينكاس أنّه لا يوجد تقارب حتى حول مرحلة ما بعد الحرب، وأي اتفاق سيتم انتهاكه كما حدث مع اتفاق الهدنة المشابه، في يناير، واستمر 58 يومًا، ثم انتهكته إسرائيل في منتصف مارس.
وأشار إلى مجموعة أسئلة لم تُجب عليها المفاوضات الحالية، وقد حاول هو الإجابة عنها، وهي:
هل ستبقى حماس في السلطة؟ – “نعم” بحكم الواقع، وفقًا للاتفاق الحالي. لكنْ وفقًا لخطط ما بعد الحرب التي تدرسها إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول العربية، ستكون الإجابة “لا”.
هل ستعيد إسرائيل الانتشار وتنسحب تدريجيًا من قطاع غزة؟ “نعم”، بحسب الاتفاق. لكنْ وفقًا لإسرائيل، التي تُصرّ على مناطق عازلة وسيطرة كاملة على رفح في غزة، ستكون الإجابة “لا”.
ثم يأتي السؤال الأهم: ما هي الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة لحماس تحديدًا بأنّ إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد 60 يومًا؟ – ويجيب: “الأمر غير واضح”. مَن المسؤول عن المساعدات الإنسانية وإمدادات الغذاء والدواء إلى غزة؟، “الأمر غير واضح”.
أما عن السؤال الأخير، وهو ما الذي تتضمنه ما يُسمى بالخطة السياسية وهيكل السلطة في “غزة ما بعد الحرب”؟، يوضح أنّ الولايات المتحدة تدرس بإيجابية خطة إماراتية، ساهمت فيها جهات أخرى، باستثناء إسرائيل، تتضمن انتقالًا تدريجيًا إلى حكم “فلسطينيين بدون حماس” بدعم من خمس دول عربية: السعودية، مصر، الأردن، قطر، والإمارات، ونشر قوة أمنية من بعض هذه الدول، بدعم من متعاقدين أمريكيين من القطاع الخاص، وربما مركز قيادة وتحكم أمريكي، يقع خارج غزة.
ويشير إلى أن السلطة الفلسطينية ستدعو لتنفيذ هذه الخطة، وسيقوم الشركاء العرب باختيار وتجنيد وتدريب قوة أمنية جديدة، وجمع الأموال اللازمة، أكثر من 60 مليار دولار، لإعادة إعمار غزة.
وفي النهاية تساءل الكاتب، هل توافق إسرائيل على مثل هذه الخطة؟ “لا”. هل لديها خطة بديلة؟ “ليس تمامًا”.